نحن لم نضع شروطا لحضورنا بل مطالبنا إنسانية وهذه ليست شروطا إعلان البعض حكما ذاتيا كرديا خطوة منفردة وخطة فاشلة أكد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أن الائتلاف سيشارك في مؤتمر جنيف 2 بكل ايجابية، وأنه متفائل من هذه المشاركة، وأضاف أن المعارضة السورية ليس لديها مشكلة مع حضور إيران لكن ترفض أن تحضر إيران كوسيط وهي طرف في الأزمة، ونفى الجربا في هذا الحوار الذي جمعه بالفجر في القاهرة، ما تردد حول تغير الموقف المصري من الأزمة السورية قائلا “مصر لم تغير موقفها بل كل ما تغير هي الأحداث السياسية المصرية“. التقيتم بالأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ما مضمون اللقاء، وهل أنتم راضون على نتائجه؟ اللقاء كان ايجابيا وكانت الرؤية موحدة، والجامعة وقفت معنا دائما، وكانت تدعم الشعب السوري وممثليه، لكن للأسف الجامعة لا تملك القوة التي تطبق بها القرارات، بل هي عبارة عن هيئة للتداول والتشاور وطرح المواقف فقط، شأنها شأن الأممالمتحدة، فلا توجد قرارات ملزمة سوى القرارات تحت البند السابع. تحدثنا مع العربي على القرارات الإنسانية التي يجب أن يلتزم بها المجتمع الدولي، وكان متفهما جدا. التقيتم أيضا بمختلف أطياف المعارضة السورية الموجودة في القاهرة، وأكيد كان اللقاء حول مؤتمر جنيف، فهل كانت المعارضة الغير منضوية تحت لوائكم، موافقة على الذهاب لجنيف؟ أستطيع التأكيد أن هناك اتجاه كامل وموحد أكثر من أي وقت مضى باتجاه جنيف واتجاه المبادئ التي ينادي بها المؤتمر، هناك اتفاق بين مختلف أطياف المعارضة بهذا الشأن، وهناك اتفاق حول رؤية جنيف. تتحدثون على مؤتمر “جنيف 2” وكأن المؤتمر سينهي الأزمة السورية، أليس هناك تخوفات من تحطم آمالكم بعد المؤتمر؟ نحن ننظر إلى المؤتمر بايجابية كبيرة، وذاهبون ومتفقون مع المجتمع الدولي على الحل السياسي، ورؤيتنا للحل السياسي، وأن هناك حكومة انتقالية ستنتقل السلطة إليها وهذه الحكومة على طريق الديمقراطية. أيام قبل مؤتمر جنيف 2 والمعارضة السورية منقسمة بشأن حضوره من عدم، حتى قيادات في الائتلاف يرفضونه؟ نحن كائتلاف للمعارضة السورية، هناك اتفاق وتوحيد حول الرؤية الكاملة للمشاركة، والكل كان موافقا عليها، ولا يوجد أي خلاف حول هذا الموضوع، وسط أعضاء الائتلاف.. هل تقصد بالرؤية شروطكم لحضور المؤتمر أم رؤيتكم لسوريا ما بعد الأسد؟ كانت أهم ملامح تلك الرؤية نظرتنا لبشار الأسد، واشتراطنا ألا يكون له أي دور في سوريا المستقبل، وطالبنا بتوفير ممرات آمنة للمدنيين في المناطق المحاصرة، وإدخال الدواء والغذاء لهم، لأنهم محاصرون منذ سنة تقريبا، كما طالبنا بإطلاق سراح المعتقلات من النساء والأطفال حيث أنهم وبسبب موقف المعارضة يؤخذون كرهائن، وهذا غير مقبول قانونيا، ولا أخلاقيا، وهذا كان عليه إجماع وليس هناك أي خلافات بين الائتلاف فيما يتعلق ب“جنيف 2”.. الإبراهيمي قال بصريح العبارة في أكثر من مرة، أنه لا شروط من أي طرف لحضور المؤتمر، لكنكم تشترطون عدم حضور إيران؟ فيما يخص موضوع إيران، ليس لدينا مشكل مع إيران كبلد، بل بدور إيران في سوريا، حيث أن هناك أفراد ومجموعات من الحرس الثوري تقتل شعبنا، وهناك ميليشيات طائفية تسمى أبو الفضل العباس، أيضا تحارب شعبنا على الأرض ولدينا حزب الله بكامل عتاده وجيشه يحارب إلى جانب النظام السوري، فكيف لي أن أجلس في مفاوضات وتكون إيران وسيط حل للمشكلة وهي طرف خصم فيه..لا يمكن لها أن تكون خصما وحكما في أن واحد، فلتسحب إيران الحرس الثوري وتتوقف عن إرسال الميليشيات الطائفية إلى بلادنا ولا مانع لدينا أن تكون طرف في الحوار..لا دور لإيران في المؤتمر إذا لم تسحب قواها التي تقاتل في سوريا، ونحن نطالب المجتمع الدولي للضغط على إيران في هذه القضية.. فلتحضر إيران لكن ليس كوسيط بل كطرف في الأزمة. هل يعني هذا أنه في حال حضور إيران كوسيط، لن تحضروا أنتم؟ نحن لم نضع الشروط، لأنها لا تسمى شروطا.. حين نطلب بسد رمق الناس الجياع، ونقول أن هناك أناسا تأكل الحشيش من الجوع ونطالب بممرات إنسانية آمنة، هذا ليس شرطا، وحين نطالب بإطلاق سراح السجينات لا يعتبر شرطا لأن الواقعة التي أدت لاعتقالهم في الأصل باطلة، فنحن لذلك نقول نحن لا نضع شروطا بل متفقون مع المجتمع الدولي على تفسير جنيف 1، ألم يصرّح الإبراهيمي في عدة مرات أنه على الأسد فتح ممرات آمنة للناس المحاصرين، أين تلك الممرات.. بما تفسرون تصريح روسي رسمي، قوله إن بشار الأسد لن يحضر المؤتمر، خاصة وأن عدم حضوره كان أمرا مفصولا فيه من الأول؟ مسألة حضور بشار الأسد مسألة تقنية فقط، لأنه أصلا سيكون ممثلا بوفد، في المفاوضات، ولا توجد مفاوضات من غير وفد ممثل عن النظام... فلم نفهم تصريحات روسيا حول الموضوع خاصة وأن الأمر تحصيل حاصل، لأنه في الأصل لن يكون حاضرا أصلا. ماذا عن موقف الجيش الحر من مؤتمر جنيف؟ الجيش الحر له موقف واضح وهو أحد أعضاء الائتلاف، وطبعا موافق على الذهاب لمؤتمر جنيف، ويرى في ذلك حل للأزمة السورية، أما لو تحدثنا عن بعض الجماعات التي تقاتل في سوريا، فهي أصلا لا تريد أن تكون سوريا دولة ديمقراطية، وأنا أعني الجماعات الجهادية التي أطلقها النظام من سجونه، واتجهت للمناطق التي حررها الجيش الحر واحتلوها، وأيضا الجماعات الأخرى القادمة من خارج البحار وهؤلاء لا مكان لهم في سوريا المستقبل. إعلان إقليم كردستان سوريا الحكم الذاتي، ألم يقسم ظهر المعارضة السورية في وقت حرج جدا؟ أود التنويه أن انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف، وهو يمثل الأكراد فعلا، أما من أعلنوا الحكم الذاتي فهم لا يمثلون كل الأكراد في سوريا، ولا بد من التنويه أيضا أن هذه القوة تشارك في قمع الشعب السوري رفقة النظام، وأعتقد أن المجلس الكردي أفضل من رد عليهم حين رفض هذه الخطوة وقال أنها لا تخدم الثورة، فالأكراد موجودون في الائتلاف منذ تأسيسه، كمجلس وبعضهم شخصيات مستقلة، كما أن لهم تمثيلا في الجيش الحر، وكان هناك إنجاز للائتلاف حينما انضم المجلس الوطني الكردي له، الذي يضم أكثر الأحزاب والمجاميع السياسية الكردية ودخل ب11 عضواً إلى الائتلاف، وسيكون لهم حضور في الهيئة السياسية بعضوين من ضمن 17 عضوا بالهيئة، وهذا باعتقادي انجاز كبير قام به الائتلاف.. ألم تحاولوا التواصل معهم لحل هذه الأزمة؟ لم نتواصل معهم وخطوتهم منفردة وهي خطة فاشلة..الشعب السوري بكل مكوناته فئة واحدة ومتفقون على مستقبل سوريا الموحد. نقلت عددا من وسائل الإعلام المصرية أن الجالية السورية في مصر تعاني العديد من المشاكل بعد سقوط الرئيس المعزول. التقيتم بوزير الخارجية المصري، فهل ستتم تسوية وضعية السوريين الموجودين في مصر؟ نعم التقينا وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل فهمي، وتحدث بايجابية وبتعاون وبعين العطف على السوريين الموجودين في مصر، وقلنا أننا نحترم إرادة الشعب المصري، وإذا كان هناك شواذ من السوريين فهذا لا يمكن أن يعمم على الشعب السوري، وموقفنا احترام خيار الشعب المصري في اختيار قيادته وشكل دولته التي يريدها، ومصر تفهمت ووعدونا بتسوية وضعية كل الوافدين، ونحن لا نطالب فقط مصر بل كل دول العالم أن تنظر بعين العطف اتجاه السوريين، ونطالب السوريين باحترام قوانين البلدان التي وفدوا إليها. نعود للموقف المصري من الأزمة السورية، الكثيرون يرون أنه تغير بعد سقوط حكم الإخوان، لصالح النظام السوري؟ أولا نحن نحترم إرادة الشعب المصري كاملة وخياره الديمقراطي، ونعرف أن مصر تعيش ظروف خاصة، ونعلم أن السوريين في ظروف صعبة أيضا لذا نناشد الجاليات السورية أن تحترم قوانين البلاد المستضيفة لها، وأن تكون في حسن الضيافة، كما نحترم خيارات الشعب السياسية وثانيا، موقف مصر لم يتغير اتجاه الثورة السورية، بل ما تغير هي الأحداث السياسية الجارية.