يصر الوزير الأول، عبد المالك سلال، في خرجاته الميدانية على توجيه رسائل قوية لخصومه السياسيين ممن يحاولون سحب البساط من تحت قدميه مع اقتراب رئاسيات 2014، خاصة وأن وهج العهدة الرابعة بدأ يتراجع، وحرب المواقع باتت على أشدها. ألقى الصراع بين مختلف الأطراف الموالية للرئيس بوتفليقة بظلاله على تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي يسابق الزمن للوقوف على وتيرة التنمية عبر كامل ولايات الجمهورية، والدفع بما هو معطل بأظرفة مالية تحسبا لتقديم الحصيلة أمام نواب الشعب قبل رئاسيات 2014، خاصة بعد الهجوم الحاد التي تعرض له من طرف الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني. والملاحظ أن رسائل سلال باتت تحكمها تطورات كواليس ما يحدث مع اقتراب الرئاسيات، رغم أنه حاول جاهدا في البداية تجنب الدخول في سجال مع سعداني الذي وصفه باللاعب السياسي، حيث اكتفى بمخاطبته بالقول ”اللي يدخل فينا ندخل فيه”، في تأكيد صريح أنه لن يكون لغمة سائغة لمن يحاولون ”سرقة” ثمار مجهوداته في حال لم يترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة، معاتبا سعداني ومن يقف ورائه، ”مرحبا بالمنافسة السياسية الشريفة، لكن السب والشتم عار”. ومن أهم الرسائل التي بعث بها سلال لخصومه أن ”الخيانة كما الفقر عدواه اللدودان”، في رد واضح على سعداني الذي أعرب لمقربيه عن تخوف جناح في السلطة من أن يستغل سلال خرجاته الميدانية ولقاءاته مع فعاليات المجتمع المدني، لصالحه في حال عدم ترشح بوتفليقة، ما دفع بالوزير الأول إلى التأكيد إلى حد التكرار المبالغ فيه، بنعمة الاستقرار التي أغدق بها الرئيس بوتفليقة على الجزائر التي نجحت في اجتياز امتحان الربيع العربي، وهي رسائل طمأنة موجهة لحاشية الرئيس، بأنه وفي للرئيس بوتفليقة. وفي تطور واضح لخطاب الوزير الأول عبد المالك سلال، لم يجزم كعادته في ندوة صحفية جمعته بنظيره الفرنسي، ببقاء بوتفليقة في الحكم، وربط الأمر بالضمير.