كشفت مصادر مطلعة أن البحث عن الوافد الجديد لقصر المرادية انطلق منذ مدة، وأن القناعة ترسخت لدى صناع القرار بأنه لا مجال لتحدي القدر، وأن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، مع بداية العد التنازلي لاستحقاقات 2014، لن تسمح له بعهدة رابعة. ذكرت مصادر مطلعة في حديث مع ”الفجر” أمس، أنه من المرتقب الإعلان رسميا عن عدم ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن السلطات تستعد لهذا السيناريو منذ مدة، من خلال مباشرة مشاورات مع بعض الشخصيات الوطنية، مؤكدة أن الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن تساعده على ولاية رابعة، رغم التحسن الذي عرفته بالنظر إلى مخلفات النوبة الإقفارية التي أصيب بها بداية العام الجاري. وكشفت ذات المصادر في ردها على سؤال حول تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني بولاية باتنة، أمس الأول، أن هناك صراع كبير بين المحسوبين على الرئيس بوتفليقة، وأن دعاة العهدة الرابعة كانوا منذ البداية متأكدين أن الأمل في ترشحه ضئيل لكن كانوا مجبرين على تسيير المرحلة والوقوف في وجه المعارضة التي تطالب بتفعيل المادة 88 من الدستور، والأهم بالنسبة لهم تقديم المرشح البديل الذي يحافظ على استمرار مصالحهم. وأفادت المصادر أن الصراع على أوجّه بين جناحين في السلطة من الموالين للرئيس بوتفليقة، جناح يقوده بالنيابة الأمين العام للأفالان عمار سعداني، ووزير الشغال العمومية عمار غول، والآخر يقوده الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار عمارة بن يونس، مشيرة إلى أن الجناح الأول عبر صراحة عن تخوفاته من سلال. وسالت ”الفجر” مصادر متطابقة من حاشية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هل الرئيس سيترشح لعهدة رابعة أم لا؟ فأجابت بكل وضوح أن الأمر يرجع لرغبته، وأمام الإلحاح، أضافت أن الرئيس بوتفليقة لم يصرح لحد الساعة أن كان يعتزم الترشح أم لا؟ وقالت إن الصور التي بثتها قناة ”كنال بليس” حول الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، لم يكن مجرد صدفة أم خطأ في إرسال المادة الخام لقناة أجنبية بل تسريب مقصود، يكشف عن الصراع الحاصل بين أجنحة السلطة. وأشارت المصادر إلى أنه من بين المرشحين لرئاسيات 2014، الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي يحظى بثقة الجميع، فضلا أنه قادر على تحقيق التوازنات الجهوية لأنه من منطقة القبائل ومحسوب على الشرق، فضلا على أنه أدار شؤون الدولة وزار عديد الولايات في ظرف قياسي في غياب الرئيس بوتفليقة، كما يعتبر رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، من أبرز المرشحين الذين يملكون حظوظا، حيث يؤكد محيطه أنه حصل على ضمانات ولا يمكن أن يلدغ من الجحر مرتين، في إشارة إلى ما حدث في رئاسيات 2014.