الصادق دزيري: "مطالبنا اجتماعية مهنية بعيدة عن أجندة سياسية" دعا رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في لقائه مع ”إنباف”، نقابات التربية إلى التعاون مع بعضها لإيجاد الحد الأدنى من الاتفاق مع الوصاية، خدمة لمصلحة التلميذ، داعيا الوزارة إلى الالتزام بوعودها، وذلك في وقت اتهمت فيه فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ الاتحاد بتسييس المدرسة، وزعمت أن مشكلا سياسيا دفعهم إلى رهن مستقبل المتمدرسين، كما اتهمت الوزارة الشريك الاجتماعي بأخذ التلاميذ مطية لتحقيق أغراض نقابية، وهي التهمة التي نفاها ”إنباف” الذي أكد أن مطالبه مهنية اجتماعية محضة بعيدة عن أي أجندة سياسية. وذكر بيان صادر عن حمس أنه ”في إطار تواصل قيادة الحركة مع النقابات، وبهدف الاطلاع على المستجدات الجديدة التي تعرفها الساحة النقابية خاصة في قطاع التربية بعد سلسلة الإضرابات جرى لقاء يوم 9 فيفري بالمقر الوطني للنقابة بحضور رئيس الاتحاد، الصادق دزيري، وثلاثة من أعضاء مكتبه، ومن جانب الحركة كل من رئيس الحركة عبد الرزاق مقري والأستاذين سفيان بوزكري، ومحسن محمد”. ودعا مقري في كلمته إلى ”ضرورة جلوس كل الأطراف على طاولة الحوار، والتزام الوزارة بكل تعهداتها التي تضمنها المحضر السابق بين الطرفين، والتواصل مع كل فئات المجتمع وخاصة أولياء التلاميذ، وتعاون نقابات التربية مع بعضها البعض لإيجاد الحد الأدنى من الاتفاق مع الوصاية خدمة لمصلحة التلميذ”. وأشارت حمس في بيانها الذي نشر على موقعها الإلكتروني أنها ستكون لمقري لقاءات أخرى مع باقي نقابات القطاع التي تعيش غليانا، بسبب تجاهل الوزارة لمطالبها، فقد أشار رئيس حمس إلى ”أهمية التواصل ودور النقابات في دعم الحريات”. من جهته أبرز دزيري لرئيس حمس أهم الأسباب التي دفعتهم لاتخاذ هذا الإضراب، ومنها ”عدم التزام وزارة التربية الوطنية بمحتوى المحضر الذي تم الاتفاق عليه بين الطرفين والذي يحتوي على مجموعة من المطالب، وغياب ضمانات مكتوبة خاصة مع الوظيف العمومي”، مؤكدا ”تأسف النقابة للجوء الوصاية إلى العدالة دون دعوتهم إلى طاولة الحوار والمشاورة، وضرورة استشارة النقابات حول قانون العمل الذي سيعرض على المجلس الشعبي الوطني”. فيدرالية الأولياء ”الأساتذة يفتعلون المشاكل لإعطاء دروس خصوصية” في المقابل، استنكرت فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ الإضراب الذي يعطل المزيد من دروس التلاميذ وفق ما جاء على لسان ممثلتها في حصة حوار الساعة بالتلفزيون الجزائري التي زعمت أن مشكل ”إنباف” سياسي، و”يستعمل التلاميذ من أجل تسييس المدرسة”، كما اتهمته ب”افتعال مشاكل من أجل إخراج التلاميذ للشارع لمطالبة العتبة فيما يقوم الأساتذة المضربون بإعطاء دروس خصوصية”. ووفق المنحى ذاته، فضلت وزارة التربية تبرير عدم استجابتها للنقابات بتوجيه اتهمات لها، جاءت على لسان رئيس الديوان عبد المجيد هدواس الذي حذر من استعمال التلاميذ مطية لتحقيق أغراض ”نقابية”، في اللقاء التلفزيوني الذي حضره رئيس الاتحاد الصادق دزيري. وبسبب الاتهامات من هنا وهناك، ندد ”إنباف” بمحاكمة المربي من خلال حصة للتلفزيون الجزائري ليلة الأحد، وتحدث عن ”بعض المحاولات اليائسة من جهات خفية تريد تأزيم الوضع وتعفينه، غير أن المربين بوعيهم أثبتوا أن لا أحد يمكنه استغفالهم واستغلالهم لأن مطالبهم مهنية اجتماعية محضة بعيدا عن أي أجندة سياسية”. واستغرب الاتحاد من ”سياسة الهروب إلى الأمام المعتمدة من قبل وزارة التربية التي لم تقنع المشاهدين فضلا عن المربين بأنها التزمت فعلا بتطبيق محتوى المحاضر المشتركة المتعددة مع النقابة”، ما جعلها تتساءل ”هل رفعت مطالبها حقا وفعلا إلى السلطات العليا للبلاد؟ وهل يمكنها إقناع الوزارة الأولى بشرعية المطالب؟”. وبخصوص الإعذارات بالطرد حذر إنباف منها، وأكد أن ”توقيف أي موظف هو دفع لتعفين الوضع ومساهمة في إطالة عمر الأزمة، خاصة وأن هذه الاستفزازات زادت في تأجيج موظفي وعمال القطاع والتحاق غير المضربين في مختلف ولايات الوطن بزملائهم وزميلاتهم”، قبل أن يدعو رسميا إلى تدخل الوزير الأول لتعيينه طرفا ثالثا لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه مع وزارة التربية لاهتزاز الثقة معها نتيجة عدم التزامها بالمحاضر المشتركة المتعددة. ”سناباست” يحذر الوزارة من تعفين الوضع أكثر وتعجب الاتحاد من موقف نقابة المركزية النقابية التي انحازت لوزارة التربية وأكدت لها أن ”القاعدة التربوية تعرف من يحوز نسبة انخراط تقدر ب 4% من عمال القطاع، و من يملك المصداقية و التمثيل الحقيقي”. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين قدم خلال إحصاء نقابيا بتعداد 176400 منخرط، تشهد عليها وزارتا التربية والعمل ويعرف ارتفاعا خلال هذه السنة. وتوجهت النقابة بنداء للأولياء ”الحقيقيين الذين لا يستعملون التلاميذ لأغراض بوليتيكية والظهور في الصالونات وعلى الشاشات أن يتفهموا الوضع فأبناؤهم هم أبناؤنا، كما توجه نداء للسلطات العليا للبلاد بغية التدخل لأنها الوحيدة التي بيدها الحل لتجاوز أزمة الثقة بين الوزارة والمربين”. في المقابل أكدت ”السناباست” مواصلة الإضراب بنسبة مشاركة تعدت في الطور الثانوي إلى 71.68%، وتجاوزت النسب أكثر من 85% في كثير من الولايات، على غرار وهران، وتيبازة، ومستغانم، وتمنراست، والبيّض، وأدرار، وتيارت، وبشار. وحذرت ”السناباست” التصريحات والاستفزازات وعبر وسائل الإعلام للأطراف المأجورة، وأكدت في بيان لها ”إن المضربين قبل أن يكونوا أساتذة ومربين هم أولياء لتلاميذ بل وتمثل أسرة التربية لوحدها أكثر من ربع أولياء التلاميذ على المستوى الوطني وهم أدرى وأحرص بمصلحة التلاميذ أكثر من غيرهم، فأين هي هذه الأبواق وما موقفها من التلاميذ المصابين بالقمل والجرب ومختلف الأوبئة في غياب الطب المدرسي، مشاكل نقل التلاميذ، سوء التغذية، العنف في الوسط المدرسي، ظروف التمرس...؟” - يضيف البيان - والذي تساءل ”وكيف التزمت الصمت على تلاميذ الجنوب الذين حُرموا من الدراسة لمدة سبعة أسابيع كاملة خلال الموسم الفارط بسبب الإضراب، أم أنّ هؤلاء من أبناء الجزائر من الدرجة الثانية في تصنيفهم. ودعت ”السناباست” الوصاية والسلطات العمومية بضبط حساباتها جيدا وأكدت أنّ ”أي خطوة استفزازية وتعسفية تقبل عليها لاحقا تتحمل تبعاتها وعواقبها كاملة”، قبل أن تدعوها مجددا إلى تجسيد حوار جاد وفعال وعلى الطاولة.