لا تزال أزيد من 800 عائلة تقطن بالحي القصديري “دودو مختار” ببلدية بن عكنون تنتظر التفاتة السلطات الوصية من أجل إعادة إسكانها في شقق اجتماعية لائقة تخلصها من جحيم بيوت الصفيح الذي يكابدونه منذ سنوات طويلة مضت، مناشدين في هذا الشأن القائمين على قطاع السكن بولاية الجزائر بضرورة إدراجهم ضمن مخططات الولاية للترحيل في إطار برنامج رئيس الجمهورية للقضاء على السكنات الهشة والفوضوية في أقرب الآجال. وتحول التجمع القصديري الواقع بحي “دودو مختار” مع تقادم السنين إلى نقطة سوداء أعطت صورة مشوهة للطابع العمراني المميز لبلدية بن عكنون، نتيجة تنامي ظاهرة غزو بيوت الصفيح لها في ظل عدم تحريك السلطات المحلية لساكن من أجل وضع حد للفوضى التي أخذت تنخر العمران بالمدينة، فضلا عن عدم استفادة القاطنين الأوائل بالحي من عمليات إعادة الإسكان، الأمر الذي شجع قدوم عائلات أخرى عديدة مع مرور الزمن، ليصبح الحي على ما هو عليه في الوقت الراهن، مجموعة من البيوت الفوضوية تحتضن أزيد من 800 عائلة تعيش على الهامش، وتتخبط وسط ظروف اجتماعية قاسية جراء افتقادها لأدنى أساسيات وشروط العيش الكريم. وفي هذا السياق، تعاني العائلات المقيمة بالحي من جملة من النقائص والصعوبات التي نغصت عليها حياتها وحولتها إلى جحيم يؤرق كاهلها بشكل يومي نتيجة ظروف السكن غير اللائق، حيث يشتكي السكان نتيجة هشاشة سكناتهم من فيضان مياه الأمطار بصورة متكررة إلى داخل منازلهم، فضلا عن تسربها من السقف المبني غالبا من مادة الصفائح الحديدية أو الإسمنتية غير السميكة التي لا تقاوم الظروف المناخية المتقلبة سواء الحارة أو الممطرة، كما تعرف بيوت الصفيح ارتفاع كبير في درجات الرطوبة، الأمر الذي أحدث مضاعفات صحية مزمنة على أفراد هذه العائلات، الذين يعانون من أمراض تنفسية وصدرية مزمنة، كما زادت شروط النظافة المتدهورة بالمحيط وضعية السكان سوءا، بفعل الانبعاث الرهيب للروائح الكريهة وتجمع النفايات المنزلية بطريقة عشوائية. وفي سياق ذي صلة، تشهد مسالك الحي اهتراءات كبيرة صعبت الحركة بداخله خاصة مع تساقط الأمطار، أين تتحول المنطقة إلى مجموعة من مستنقعات الأوحال وبرك المياه. وأمام الوضعية المعيشية المزرية التي تصارعها العائلات القاطنة بالحي الفوضوي “مختار دودو” منذ سنين دون أن تستفيد من أي نوع من الإعانة تناشد الأخيرة الجهات المعنية سواء بلدية بن عكنون أو المقاطعة الإدارية لبوزريعة بتحسين شروط إقامتهم، فضلا عن مطالباتهم للسلطات الولائية بتخصيص حصة للحي فيما يتعلق ببرنامج ترحيل سكان البيوت الهشة والفوضوية.