من المرتقب أن تلجأ ألمانيا إلى الغاز الجزائري كأحد البدائل التي وضعتها حكومة ميركل للتحرر من التبعية للغاز الروسي الذي تعتمد عليه بنسبة 35 بالمائة من احتياجاتها، وفي الوقت نفسه تسعى إيطاليا بدورها إلى نفس الخيارات، وهذا الإقبال على الغاز الجزائري يمكن أن يسمح للمجمع الجزائري ”سوناطراك” بالتفاوض ووضع الأسعار التي يراها مناسبة. قال عدد من الخبراء الألمان إن حكومة بلادهم قد تستورد مزيدا من الطاقة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وحسب ما أوردته وسائل إعلام أجنبية، فإن أهم الموردين المحتملين هم الجزائر، ليبيا والنرويج.وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عددا كبيرا من أعضاء الحزب المحافظ الألماني يدعمون فكرة ”التنويع في مصادر الطاقة” للتخلص من التبعية لأي بلد، فيما يخشى البعض من توقف طرق الإمداد عبر أوكرانيا إذا تدهورت العلاقات بين روسياوأوكرانيا، حيث عارضت عدد من الشركات الألمانية أي تحول عن الطاقة الروسية، وهذا مؤشر جديد على أن برلين تريد أن تُبقي على العلاقات مع روسيا في مجال الطاقة، ومن جهته قال وزير الاقتصاد والطاقة، زيغمار جابرييل، من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، بأنه لا يوجد بديل منطقي للغاز الروسي، واستبعد أن توقف روسيا الإمدادات. فيما أيد عدد من الخبراء وجهة نظره، مؤكدين أنه حتى إذا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا بسبب أوكرانيا، فإن موسكو ستخسر كثيرا إذا خفضت إمدادات الغاز لألمانيا. وهذا ما ظهر جليا في مقال نشرته مجلة ”دير شبيغل” أن حكومة ميركل لن ترفض صفقتين بين ألمانياوروسيا كانتا مثار انتقادات في وسائل الإعلام. وعليه يبقى الجدل فيما إذا كانت ألمانيا بحاجة لإعادة النظر في إستراتيجية الطاقة وخفض اعتمادها على واردات الغاز الروسية بسبب أزمة أوكرانيا وتوترات داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا. وثمة تساؤلات بين بعض كبار المسؤولين في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط إزاء تصريحات المستشارة المحافظة، أنجيلا ميركل، التي قالت إن أكبر اقتصاد في أوروبا يستورد 35 بالمائة من احتياجاته من الغاز من روسيا سيعيد النظر في سياسة الطاقة بسبب الأزمة. وتنسجم تصريحات ميركل مع إجماع بين قادة الاتحاد الأوروبي الذين أوضحوا أن ضم القرم يزيد من عزمهم على خفض الاعتماد على النفط والغاز الروسي. وقال وزير الطاقة في بافاريا وهو من المحافظين ”ينبغي أن نحذر من الاعتماد على طرف واحد، نحتاج لخيارات أكثر للحصول على الغاز”. ويقول عدد من الخبراء إن ألمانيا قد تستورد مزيدا من الطاقة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.