تمكن أشبال المدرب يسعد من تحقيق حلم الآلاف من عشاق ومحبي فريق شباب جيجل أو "النمرة"، كما يحلو للجميع تسميتها، رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق، وهذا باقتطاع تأشيرة الصعود إلى القسم الوطني الثاني للهواة والذي سقط منه الموسم الماضي. الصعود كلف خزينة الفريق حوالي 2.2 مليار سنتيم.. ومديونة قديمة تفوق 3.5 مليار سنتيم تحقق الحلم بفضل تحديات الأنصار والتفافهم حول فريقهم ودعمهم بالتشجيعات وجمع المال واقتناء بطاقات الانخراط وغيرها من المؤازرة المستمرة والمتواصلة داخل وخارج قواعد الفريق. حيث حقق زملاء قائد الفريق دروة نتائج جد إيجابية تمثلت في ضمان الصعود قبل 05 جولات عن نهاية البطولة، ليعيش أنصار النمرة كل المقابلات الخمس المتبقية على وقع الأعراس الكروية والاحتفالات بنشوة الانتصار والصعود عبر كامل أحياء المدينة وبلديات الولاية وحتى خارج الولاية، حيث يتواجد أنصار النمرة في كل مكان. وقد أنهت النمرة البطولة في الصف الأول برصيد 60 نقطة محققة 18 انتصارا و06 تعادلات و06 انهزامات، في حين توج هداف الفريق زقرور سامي هدافا للبطولة ما بين الجهات للوسط برصيد 16 هدفا. رئيس الفريق محمد الهادي شرايطية ”وجدت الخزينة في الصفر.. وديون تفوق 3.5 مليار وأجواء مشحونة وحسابات مجمدة” واعتبر رئيس فريق شباب جيجل السيد محمد الهادي شرايطية ل”الفجر”، وهو مقاول، صاحب 39 سنة وهو أصغر رئيس يسير النمرة في تاريخ الفريق، بأن هذا الفوز والصعود المحقق جاء بفضل تضافر جهود الطاقم المسير، والمدربين واللاعبين والشفافية في اتخاذ القرارات بصفة جماعية، والقسط الأكبر من هذا الصعود يعود للأنصار. وأشار شرايطية بأنه لم يتخذ أي قرار انفرادي طيلة البطولة مع اعتمادنا للشفافية والوضوح حول المستحقات المالية للاعبين، ومواجهتهم بالحقيقة كما هي، مما زاد من إرادتهم وعزيمتهم خدمة لألوان الفريق والدفاع عنه. وعن طريقة التحاقه بالفريق، أوضح شرايطية ل”الفجر” بأن الفكرة كانت من بعض الأصدقاء الذين ألحوا عليه التقدم لرئاسة الفريق سيما وأن 03 جمعيات عامة انتخابية فشلت بسبب عدم تقدم أي مترشح للرئاسة، فخضت هاته التجربة وأنا متخوف منها لأنني لأول مرة أسير فريقا من هذا المستوى والحجم وكل التداعيات، فكانت الانطلاقة صعبة للغاية، لاسيما أنني وجدت الخزينة تلازم الصفر ومديونية تفوق 3.5 مليار سنتيم وحسابات بنكية مجمدة بأمر قضائي بسبب الدعاوى القضائية من قبل العشرات من الممونين وبعض المسيرين القدامى واللاعبين. ورغم هذا واصلنا البحث عن التمويل من بعض المقاولين داخل وخارج الولاية وبعض الشركات المحلية، دون أن ننسى الدعم الكبير لرئيس بلدية جيجل كشخص أو كمنتخب، وكذا إطارات مديرية الشباب والرياضة والولاية أيضا، وبالخصوص الأنصار الذين قدموا لنا دعما معنويا وماديا كبيرا جدا هذا الموسم، الأمر الذي سمح لنا بتسوية مستحقات اللاعبين من منح الإمضاء والعلاوات بنسبة 50 بالمائة، أما الشطر الأخير فإن الرئيس وكذا أمين المال السيد دروة يونس قد تعهدا بتسويتها في الأيام المقبلة بعد تسلمهما لدعم الولاية والبلدية، إضافة إلى منحة الصعود والتي ستحددها لجنة الفريق. أما عن مصاريف الصعود فقد أشار شرايطية بأنها بلغت حوالي 2،2 مليار سنتيم، كما أعلن الرئيس بأنه سيواصل تسييره للنمرة في البطولة القادمة. لابد من تدعيم التشكلية الحالية مستقبلا أما عن تدعيم التشكيلة وتجديد الثقة في المدرب يسعد، فقد أوضح بأنه لابد من تدعيم التشكيلة بعناصر جديدة خاصة وأن بعض اللاعبين أصيبوا خلال البطولة الماضية وأن المنافسة القادمة تستدعي عناصر أخرى في وسط التشكيلة. أما المدرب الحالي الذي حقق الصعود للنمرة فلم نتخذ قرارا بعد بالإبقاء عليه أو جلب مدرب جديد على اعتبار أننا لازلنا نعيش نشوة الانتصار، وللمدرب كلمة أيضا في حالة قبوله البقاء أو المغادرة لفريق آخر. مدرب الفريق يسعد لطفي: الصعود أجمل هدية لسكان جيجل مدرب الفريق يسعد لطفي الذي كان يساعده علي لقواشاط، اعتبر هو الآخر هذا الصعود أجمل هدية يقدمها لسكان ولاية جيجل، لاسيما وأن ظروف التحاقه بالنمرة كانت صعبة وهو الذي كان يدرب عدة فرق كاتحاد الشاوية، شبيبة سكيكدة، مولودية العلمة وشلغوم العيد اللذين حقق معهما الصعود أيضا، مشيرا بأنه التحق بالنمرة في الجولة الرابعة، وكان الفريق في أزمة كبيرة ليتحمل المسؤولية ويقوم بتنظيم التدريبات بشكل منضبط مع تحلي اللاعبين بالروح العالية في الاجتهاد والدفاع عن ألوان الفريق، لنحقق بعدها 07 انتصارات كانت مفاجئة للجميع، ولم يكن لدي، يضيف يسعد، أي مشكل مع اللاعبين أو الطاقم المسير، فكل واحد يتكفل بالمهام المنوطة به. وعن تدعيم هاته التشكيلة تحسبا للمنافسات المقبلة فقد أكد على ضرورة التدعيم إن أراد الفريق تحقيق نتائج إيجابية أخرى. وعن اللاعبين الذين لفتوا انتباهه بقدراتهم الفنية العالية، فقد أشار للاعب جامع وزميله دروة إسلام اللذين يرى بأنهما مشروعان للاعبين كبار في المستقبل، بالنظر لسنهما الصغير وإمكانياتهما، دون إغفال بقية اللاعبين أيضا. وعن بقائه أو مغادرته الفريق، فقد أوضح بأن القرار بيد الإدارة وهو يفتح الباب للنمرة أولا قبل المغادرة. الولاية تقيم حفلا على شرف الفريق وتخصص مبلغ مليار سنتيم كمنحة الصعود نظمت ولاية جيجل تحت إشراف الوالي ورئيس المجلس الشعبي الولائي حفلا تكريميا لشباب جيجل رفقة الصاعد الثاني حي موسى، الخميس الماضي، بنزل الولاية، حضره اللاعبون والمسيرون والمنتخبون والسلطات المحلية، حيث خصصت الولاية ممثلة في الوالي غلافا ماليا يقدر بمليار سنتيم لشباب جيجل كمنحة الصعود وشهادات شرفية تقديرية على النتائج الإيجابية التي حققت هذا الموسم، وإعادة الفرحة والبسمة لعشاق الكرة المستديرة بعاصمة الكورنيش، في انتظار منحة الصعود التي سيقدمها رئيس بلدية جيجل أيضا للفريقين.