حلفاء بشار الأسد الذين نعرف، هم النظام الخميني في إيران، وروسيا، والصين، ومن الجماعات المحترفة للإرهاب حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس، الشيعية العراقية، وجماعة الحوثي في اليمن، وشيعة من باكستانوأفغانستان، وغيرهم، وقد رصد - على ذكر أفغانستان - أخيرا تدفق مقاتلين من الشيعة ”الهزارة” الأفغان لصالح بشار، ونشرت المعارضة صورة لقناص يعتقد أنه أفغاني شيعي قتل على يد المعارضة وكشفوا وثائقه وصوره المخزنة في هواتفه وجهاز ”اللابتوب”. ومن الأنظمة السياسية لدينا دعم صريح من نوري المالكي في العراق، ودعم شبه صريح من النظام الجزائري لبشار. كل هذا معلوم، لكن جماعة ”داعش” التي تدعي أنها الممثل الأنقى والأمثل للإسلام السني تعتبر، بشكل موضوعي غير ذاتي، سندا للنظام الأسدي، فعمل هذه الجماعة على الأرض السورية يصب لصالح رواية بشار وإعلام بشار وإعلام حسن نصر الله ونوري المالكي، وعتاة اليسار والقوميين العرب. فمجرد نشاط وعمل مجرمي ”داعش” يعزز شرعية النظام وأنه يحارب جماعة إرهابية مجرمة تقتل على الهوية. والضحية في هذا كله هو الشعب السوري الذي ”انطحن” بين سندان الأسد ومطرقة ”داعش”. البعض يرى أن التحالف بين ”داعش” والأسد، عبر أجهزة مخابراته ومخابرات حلفائه، هو تحالف واع وواضح ل”داعش” وتمارسه عن قصد ووعي، ولكني لا أعتقد الأمر بهذا الوضوح، فيجب أن نقر أن هناك بيئة للتطرف وقابلية للعنف الديني موجودة، ويتم استثمارها وتوجيهها من أطراف لها مصلحة معينة، كما يجب أن نلاحظ أن ”فجور” آلة القتل الأسدية طيلة سنتين من عمر المأساة السورية، وخذلان العالم للسوريين، بحد ذاته، مثير للاستفزاز والجنون حتى، وخالق للرغبة في الثأر والانتقام، بأي شكل، للمساكين السوريين العاجزين. إذن لدينا قابلية للتطرف، وجاذبية أسدية له في سوريا، حيث تحول بشار إلى ”مغناطيس للإرهاب”، كما اعترف وزير الخارجية الأميركي، كيري، بعد خراب البصرة. هذه هي طبيعة العلاقة النفعية الغرائبية غير الواعية بين ”داعش” والأسد، ومن هنا نفهم الخبر الذي نشرته صحيفة ”الرأي” الكويتية أن أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في مدينة منبج بريف حلب أقسم أن بشار الأسد أشرف من هؤلاء الكلاب. وقالت الصحيفة إن أمير ”داعش” ظهر في مقطع فيديو، متحدثا بحضور عدد من أهالي المدينة وأعضاء من التنظيم، وقال فيه: ”والله إن بشار الأسد لم يفعل مثلما فعل هؤلاء الكلاب (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة السورية الذين يحاربون على جبهتين، ضد نظام بشار وميليشيا حزب الله، وضد داعش في آن)”، متسائلا: ”من أجل ماذا فعلوا هذا؟”. وتقول الصحيفة إن لهجة المتحدث أظهرته بأنه ينتمي إلى إحدى دول المغرب العربي. نشاط ”داعش” في الأساس وحسبما نرى ونسمع موجه للمنافسين من معارضي الأسد على الساحة السورية، وهذا يخدم مباشرة الأسد، الذي لو لم يجد داعشا لخلقها من العدم.. إنه تحالف الأشرار.