يتساءل قاطنو شقق "الكرامة" المقصين بادعاء استفادتهم من إعانة دولة عن 410 شقة متبقية من الحي الجديد 3316 مسكن بالشعايبية الذي استقبل في آخر يوم من عملية ترحيل 685 عائلة، منها 205 كانت تقبع بالقصدير و200 عائلة كانت تقطن الشاليهات، إلى جانب عائلات عاشت لسنوات ببنايات كانت مهددة بالانهيار، في حين الوثيقة التي تستحوذ "الفجر" على نسخة منها تدلي بترحيل 700 عائلة في آخر عملية فلماذا التناقض في عدد الشقق المسلمة وغير المسلمة منها؟ التستر على 15 شقة وديوان الترقية ومديرية السكن في الواجهة يبدو أن السلطات المعنية لم تتحكم في التستّر على عدد الشقق التي استفاد منها مواطنو العاصمة مادام أن التناقض واضح في عدد الشقق المسلّمة منذ المرحلة الأولى التي انتهت بإسكان 1086 في اليوم الأول، تلتها 1120 عائلة اليوم الثاني لتختتم بحوالي 700 عائلة أمس بحي الشعايبية بأولاد الشبل، وهو الأمر الذي يطرح ألف علامة استفهام عن سبب ترك هذه الشقق شاغرة إلى ما بعد شهر رمضان المعظم دون منحها لأصحابها الذين ضاقوا ذرعا من كثرة الانتظار.. ثم إن كانت حقا نية السلطات منحها لأصحابها فلماذا لم تختتم العملية قبل الانتقال إلى الحي الجديد 1430 مسكن بالهراوة والذي يسيره ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء... إحصائيات مخطط “الرحلة” تثبت عكس نسب مراحلها الثلاث جرت المراحل الثلاث الأولى من عملية الترحيل بين شحنة وغضب المقصين الذين وجدوا أنفسهم في العراء، مجبرين على البحث عن مكان يؤويهم وعائلاتهم، في حين رفض سكان الأحياء الشعبية من أبناء قلب العاصمة بباب الوادي الانتقال إلى حي تنعدم فيه مرافق الحياة الضرورية، ما عدا محطة القطار التي تقربهم بحوالي 03 كيلومترات على الأكثر، في حين تبقى جل المرافق التي تم إعلان الجهات المسؤولة عنها مجرد هياكل أغلبها وصلت نسبة الأشغال بها إلى حوالي 70 إلى 80 بالمائة. أما فيما يتعلق بوحدات الحماية المدنية والشرطة ومركز صحي مجرد أرضية مسيّجة بها نوع وترقيم المشروع فقط، ليجد سكان قلب العاصمة أنفسهم بين ليلة وضحاها بين مطرقة انعدام الهياكل وسندان الفراغ الرهيب الذي سينجر عنه مشاكل بالجملة خلال الشهور المقبلة.. وانطلقت عملية الترحيل كمرحلة أولى في إسكان 1086 عائلة منها 302 عائلة من بئر توتة و505 من زرالدة و5 عائلات بالدرارية و34 عائلة من حسين داي و139 أخرى من الشراڤة و50 متبقية من بئر مراد رايس، لتموقعها بأحياء العبور وتعيق أكبر المشاريع سواء السكنية منها أو تلك المتعلقة بالطرقات أو المرافق الكبرى أو التهيئة كوادي الحراش، في حين مست العملية الثانية قرابة 1300 عائلة بكل من أحياء القصدير سوق الفلاح بالعاشور، وحيي بوروبة 1 و2 بالحراش، إلى جانب حي درموش 3 الكائن ببرج البحري، فيما ستشمل ذات العملية قاطني البنايات الهشة لكل من وادي قريش، رايس حميدو، بولوغين، حسين داي، سيدي أمحمد وكذا بلوزداد والمدنية، لتمس العملية الأخيرة 700 عائلة، منها من تقطن البنايات القصديرية لكل من حي كليمونفيل بالمحمدية، والبنايات الهشة بكل من حي درموش 2 ببرج البحري، القلعة بأعالي القصبة، مناخ فرنسا، وسكان جنان حسان. وإذا عدنا إلى عدد الشقق المسلمة من خلال المراحل الثلاث نجد تناقضا كبيرا في الإحصائيات المقدمة حيث تبقى حوالي 15 شقة شاغرة كشف عنها إسماعيل لومي مدير السكن بالولاية، بعد أنأسر عن توزيع 700 شقة، في حين أكد ديوان الترقية والتسيير العقاري توزيع 685 شقة، وبعملية حسابية بسيطة فإن الموقع يستحوذ على حوالي 3316 شقة تم توزيع 1086 في عملية أولى والثانية حوالي 1120 و700 شقة في آخر عملية بالموقع فقط دون الحديث عن موقع حي الهراوة يوم الجمعة المقبل. قاطنو الشقق الضيقة بالشعايبية ينتفضون جددت حوالي 200 عائلة تقطن بالسكنات الضيقة بالشعايبية ببلدية أولاد الشبل على طريقتهم الخاصة بإعادة إسكانهم، وذلك بعدما تم تأجيل عملية نقلهم إلى حين دراسة الملفات الخاصة بهم وتحضير القوائم ما بعد رمضان، مصرّين على ترحيلهم لموقع شعايبية المحاذي لهم كونهم الأولى من الغرباء المستقدمين للمنطقة، حيث حاولوا مرة أخرى استغفال قوات مكافحة الشغب التي تجنّدت منذ أول أمس بفرق مستخلفة تخوفا من حدوث أيه انزلاقات خاصة ما تعلق بشل حرجة القطارات.. والجدير بالذكر فقد أضرم هؤلاء النيران بالعجلات المطاطية في محاولة لشل حركة سير القطار بالسكة القريبة منهم، فيما نفذت سيدة أول أمس تهديدها بحرق نفسها بالبنزين عندما عاندتها بالولاعة ولم تشتعل لتصر على إشعالها حيث تم نقلها إلى قسم الاستعجالات بالدويرة، وذلك للضغط على الولاية لترحيلهم هذا الأسبوع، عقب امتناع مسؤولي البلدية عن مقابلتهم وتهدئة الوضع.