أثار خبراء أمنيون نقاط استفهام عديدة حول حيثيات تحطم الطائرة الجزائرية في رحلة قادمة من بوركينافاسو إلى العاصمة، فجر الخميس، انطلاقا من ”تكتم وتسرع” فرنسا في العثور على حطام الطائرة وجدلية تردي الأحوال الجوية. أثار الخبير الأمني، علي الزاوي، تساؤلات حول تكتم فرنسا على خبر العثور على الطائرة الجزائرية إلى غاية صبيحة أمس، بعد أن تمكنت من ذلك ظهر الخميس، أي بعد ساعات من اختفائها، مشيرا إلى أنها كانت مستعجلة للعثور عليها قبل الجزائر، فقد كان من ضمن الضحايا الفرنسيين 3 عسكريين برتبة كولونيل، وعسكري آخر من بوركينافاسو. ولم يستبعد المختص في شؤون مكافحة الإرهاب في تصريح ل”الفجر”، أن تكون قد استهدفت من طرف جماعات إرهابية، خصوصا بعد تحذيرات استخباراتية في جانفي 2014، من استهداف الطائرات المدنية في الساحل الإفريقي على يد الجماعات الإرهابية، ومنع واشنطن، الأسبوع الماضي، الطيران المدني الأمريكي من التحليق فوق الأراضي المالية والنيجيرية، و12 موقعا أخرى حول العالم، علما أن حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا تستحوذ على أسلحة متطورة تم تهريبها من ليبيا. وحول صحة فرضية سوء الأحوال الجوية المتسببة في سقوط الطائرة، أكد زاوي، أنه وفق صور بيانية لوكالة ”نازا” الفضاء، فإن الجو كان معتدلا، ولا يدل على وجود عواصف في المنطقة، لكن بوركينافاسو استبقت الجميع، وقالت إن سوء الأحوال الجوية وراء الحادث المأساوي. من جانبه، فضل الخبير العسكري والأمني، بن عمر بن جانة، التريث وترك الأمر للجنة التحقيق في الحادث، وقال إن حوادث سقوط الطائرات في العالم، كان يصعب دائما تحديد أسبابها، حيث تتداخل عدة ظروف وعوامل غير واضحة، مشيرا إلى أن طبيعة المنطقة تتميز بالعواصف التي تضرب باستمرار حتى في فصل الصيف، وربما يكون السبب بشريا أو تقنيا، لأنه في اعتقاده، لا يمكن لأي جهة أن تعطي السبب الحقيقي سوى لجان الطيران العالمية المتخصصة التي تتكفل بدراسة مثل الحالات. وأرجع المحلل الأمني سقوط الطائرة في مكان تتواجد به جماعات إجرامية وإرهابية، إلى ”الصدفة”، وأبرز أنه لا يمكن التأكيد أن لهم يدا في القضية سوى بالعودة إلى العلبة السوداء وتحقيقات المختصين. وسألت ”الفجر” بن جانة، حول تشابه ظروف سقوط طائرة ماليزية قرب الحدود الأوكرانية وما شهدته الطائرة الجزائرية، فأوضح أن المجموعات المسلحة في أوكرانيا، تمتلك أسلحة متطورة يمكن أن تسقط طائرة من ارتفاع 8000 متر، لكن في حالة الطائرة الجزائرية التي ترددت مزاعم حول استهدافها من مسلحين في شمال مالي، فإن إرهابيي ومسلحي المنطقة يملكون صواريخ ”ستيرلا” و”لارمباد” وهي لا تتعدى 4000 متر.