كشفت التحقيقات الأولية لمصالح الأمن المتخصصة أن ”صاعقة جوية” كانت السبب الرئيسي لتحطم الطائرة الجزائرية المستأجرة عن إحدى شركات الطيران الإسبانية، الخميس الماضي، في الوقت الذي تحاول فرنسا ربط الحادث بعمل إرهابي لتبرير تواجدها العسكري في مالي مع إطلاق عملية ”برخان”. علمت ”الفجر” من مصدر أمني مطلع، أن شاهد عيان أدلى بشهادته لمحققين جزائريين في مالي، كان على بعضة كيلومترات من موقع الحادث المأسوي لتحطم الطائرة التي استأجرتها الجوية الجزائرية من إسبانيا، والتي كانت تحلق على علو يزيد عن 9000 متر، قبل أن تسقط في منطقة تبعد عن مطار باماكو بنحو 800 كلم، وأكد أن سوء الأحوال الجوية المصحوب بصواعق رعدية، قد يكون السبب الرئيسي الذي أدى إلى سقوط الطائرة، وهو الاحتمال المرجح الذي أوردته الرئاسة الفرنسية يوم الحادثة، لكن عادت لتتراجع عن موقفها رغبة في ”تسييس” الحادث المأساوي الذي راح ضحيته 118 راكبا، لخدمة أجندة تواجدها العسكري في دول الساحل الإفريقي ومالي تحديدا، بعد اطلاق عملية ”برخان” الأسبوع الماضي خلفا ل”سرفال” التي عدت عملية ”فاشلة” بعد اخفاقها في دحر الجماعات الارهابية، كما زعمت لتبرير تدخلها العسكري في مالي. واتجه الاعلام الفرنسي ومن وراءه جهات معروفة، إلى الترويج لخيار تعرض الطائرة ”سويفت اير” إلى ضربة صاروخية، وهو ما إليه مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي لسلامة الطيران وحركة النقل، أمس، من احتمال تعرض الطائرة لتدمير بالمتفجرات، وبدا الاعلام الفرنسي مركزا وبشدة على استخدام ”الخطوط الجوية الجزائرية” في التعاطي مع الحادثة، متجاهلا خضوع الطائرة الإسبانية المستأجرة من طرف الجوية الجزائرية للمراقبة التقنية السنوية في فرنسا، وليس جهة أخرى، ما يعني أن شكوكا تحوم حول تدبير استخباراتها للأمر لصالح تبرير تواجدها العسكري في الساحل، وأيضا تحملها مسؤولية أي عطب، لأن الطائرة تم إخضاعها للرقابة والفحص التقني قبل ثلاثة أيام فقط من الحادث، وذلك في مدينة مرسيليا، ما يؤكد أن الطائرة كانت تستوفي كل معايير السلامة. وكشف المصدر ذاته أن الرئيس البوركينابي استقبل أمس، أهالي ضحايا الطائرة المنكوبة وعددهم 54 ضحية فرنسية، أغلبهم من مزدوجي الجنسية البوركينابية الفرنسية. تساؤلات حول سعي فرنسا تهريب الجثث والصندوقين الأسودين؟ قال مدير مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسية، ريمي جوتي، أن مهمة محددة أوكلت إلى 11 من رجال الشرطة، تتمثل في تحديد هوية ضحايا سقوط الطائرة الإسبانية، في عين المكان، بينما يقوم فريق من رجال الدرك بتحديد الرفات البشرية قبل الشروع في تصوير الضحايا، ليباشر فريق آخر من الشرطة، بالاتصال بكل عائلة لمعرفة أن كان للضحية علامة مميزة، وأن استحال التعرف على الضحية تأخذ عينة من الحمض النووي بديلا لتحديد الهوية. وإن لم يشر صراحة المسؤول الفرنسي إلى نقل الجثث باتجاه فرنسا، إلا أنه يفهم من ثنايا حديثه، أن تحديد الهوية في عين المكان أي بشمال مالي، يقتضي وسائل دقيقة، ما يوحي أن حديثه موجه للاستهلاك والحقيقة أنه سيتم نقل الجثث إلى وجهة معينة. من جهة أخرى، أعرب مدير مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسية، ريمي جوتي، عن أمله في أن يتم نقل الصندوقين الأسودين اللذين تم العثور عليها، إلى فرنسا للتحقيق في معطياتهما بالوسائل التقنية الفرنسية، داعيا السلطات المالية المعني الأول بالتحقيق في الحادث بأن تسمح بذلك.