استأنفت ولاية الجزائر العاصمة منذ فجر أمس عمليات الترحيل ضمن برنامجها الاستعجالي الذي أطلقته مباشرة عقب زلزال فجر الفاتح أوت بترحيل سكان القصبة وبولوغين الاكثر تضررا، إلى جانب باب الواديوالجزائر الوسطى وبلوزداد، لتكمل عملياتها الاستعجالية بترحيل 550 عائلة إلى حي 1032 مسكن بأولاد منديل ببلدية دويرة لومي يؤكد: رحلنا المعرضين لخطر الموت والبرنامج متواصل كما خطط له مسبقا حيث تم ترحيل 128 عائلة من بلدية القصبة العتيقة، 94 عائلة من باب الوادي، 194 مستفيد من بلدية بولوغين حاضنة الهزة الارضية، وكذا 13 عائلة من الجزائر الوسطى، ناهيك عن 58 عائلة من وادي قريش و63 أخرى من بلدية بلوزداد، وذلك بتسخير جميع الامكانيات البشرية والمادية لإنجاح هذه العملية على غرار ألف شاحنة و2190 عون ومؤطر، في انتظار الانتهاء من دراسة وتمحيص ملفات المزيد من العائلات المتضررة سكناتها من الزلزال. سكان زغارة واعالي القصبة يخرجون للشارع مطالبين بالترحيل عاجلا خرج ليلة أول أمس، العشرات من العائلات القاطنة بحي زغارة ببلدية بولوغين للشارع مطالبين بالترحيل العاجل انقاذا لحياتهم من خطر الموت تحت الردوم، سيما بعد الهزة التي سجلت في حدود الساعة 9.30 على بعد 15 كلم شمال شرق بولوغين بدرجة 3.4 على سلم رشتر، كما انضم اليهم سكان اعالي القصبة مطالبين هم أيضا بالترحيل نظرا للخطر الكبير المحدق بهم جراء ما وصلت اليه بناياتهم القديمة والمهترئة من هشاشة، والمعاناة والصدمات التي يتعرضون لها عند كل هزة أرضية تسجلها المنطقة خوفا من الموت تحت الركام، مستعجلين السلطات الولائية والمحلية الالتفات لوضعيتهم الكارثية، حسب ما اكدوا ل”الفجر”، حيث قالوا ”مللنا من طلب تحلينا بالصبر نريد الترحيل، ولا نشترط مكانا معينا للسكن فيه، كل المناطق خير وبركة”، هكذا ودعتنا احدى العائلات من أحياء القصبة العليا. لومي يؤكد إصابة مصالحه في تقدير الأحق بالترحيل إلى غاية اليوم وأكد مدير السكن لولاية الجزائر العاصمة ”اسماعيل لومي” من موقع الاسكان المستعجل، جاهزية مصالحه حسب ما أعدت له خلية الازمة التي تسابق الزمن في سباق مراطوني منذ ضرب الزلزال فجر الجمعة الماضي للعاصمة وضواحيها، بغية انقاذ ما أمكنها انقاذه من عائلات تقطن بالبنايات المسجلة ضمن الخانة الحمراء حسب التقارير المرفوعة اليهم من قبل مصلحة المراقبة التقنية للبنايات والتي تشكل خطرا حقيقيا على حياة ساكنيها، قبل تسجيل هزات ارتدادية جديدة وقوية قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وهو ما أصابت في تقديره لجنة الدراسة والتمحيص لملفات المتضررين إلى حد الساعة، وذلك من خلال ترحيل العائلات التي تم اسكانها لغاية اليوم، في انتظار مواصلة العمليات هذه عبر ذات البلديات واخرى مسجلة في دائرة الخطر، مجددا طمأنته لجميع المستفيدين بعدم الغاء برنامج الترحيل المعد مسبقا وأنه سيتم في الآجال المحددة له مسبقا، غير أن الزلزال ألزمهم بترحيل العائلات وفق برنامج الاولوية المعد من قبل خلية الأزمة، وهم نفس المستفيدين الذين تضمن ترحيلهم البرنامج الولائي لإعادة الاسكان والذي استبق أوانه بفعل الزلزال، كما تم مراعاة الانفجار العائلي خلال عمليات الاسكان هذه، حيث تم اسكان كل عائلة متفرعة بمفردها ولم يتم ادراجهم مع العائلة الأم في شقة منفردة، ليبقى باب الطعون مفتوحا لاستقبال جميع الملفات لدراستها والفصل فيها. ومن موقع اولاد منديل لاحظنا سير عملية الاسكان في شروط جيدة بعد توفير جميع الامكانيات اللازمة من طرف المصالح المختصة، إضافة إلى اجواء البهجة والفرحة التي طبعت وجوه المستفيدين من سكنات اجتماعية لائقة مودعين سنوات المعاناة والحرمان التي قضوها في بنايات مهددة بالانهيار فوق رؤوسهم في أية لحظة بهبوب الرياح القوية أو نزول الأمطار العارمة، دون أن ننسى الزلازل التي مرت عليهم والتي زادت من حدة هشاشتها زلزال 2003 لتبلغ ذروتها بالهزة الارضية التي ضربت العاصمة مؤخرا والتي لازالت الارتدادية، منها ما تشكل خطرا على العائلات القاطنة بالبنايات الهشة أعالي القصبة الذين يقطنون بنايات أكل الدهر عليها وشرب جراء الاهتراء الكبير الذي لحق بها.