يتعقد عصرنا يوما بعد يوم، وتزداد أهمية معرفة المصطلح بوصفه بنية سيميائية ودلالية وتداولية مشتركة بين الثقافات واللغات المختلفة، حيث أن لكل مصطلح حدا سيميائيا ودلاليا واضحا في لغته الأصلية، فهو يتحول عند ترجمته إلى عنصر دلالي يشكل أرضية فهم مشتركة لثقافات وشعوب. هذه المفاهيم تم مناقشتها أول أمس بقاعة المحاضرات بفندق السفير، خلال أشغال ملتقى “المصطلح النقدي والخطاب المسرحي” الذي يستمر يومين تناول أربعة محاور تبدو بالغة الأهمية في سياق التطوير والرقي بالأعمال المسرحية.أولى المحاور، شمل نشأة وتطور المصطلح في النقد المسرحي العربي، وترأس هذه الجلسة عبد الحميد بورايو”، وقدمت الدكتورة ليلى بن عائشة قراءة في الدراسات النقدية العربية المعاصرة متخذة من كتابات الدكتور “علي عواد” نموذجا. بعدها، تطرق الباحث العماني “عبد الكريم جواد إلى لمصطلح النقدي، طارحا عديد التساؤلات وعلى رأسها: كيف نبني هوية للمسرح العربي؟. أما “الشريف لدرع” فانطلق من تقديم مسار التجربة المسرحية في الجزائر، بداية من نشأتها إلى التحولات التي عرفتها إبان الفترة الاستعمارية، والتي جعلتها تتحول إلى أسلوب للمقاومة الثقافية والفكرية، كما أبرز مساهمة الممارسين في إنتاج المصطلح النقدي المعاصر بين الحضور والغياب.من جانبه، استعرض عبيدو باشا من لبنان، حالة النقد بوصفه ”الحلم الجائع” وذهب أبعد من ذلك في بشكل عام فشب نظرة قد تبدو “تشاؤمية”، إلى حد وصف النقاد والمسرحيين ب”المعزولين في جزيرة مهجورة”، كما أكد أن النقد يجب أن يتجاوز الثابت بالنصوص التي سماها الكبرى. وختم “باشا” مداخلته، بمطالبة النقاد بالتواضع وتنبيه المسرحيين إلى ضرورة الحذر من التحول إلى ضحايا، وشهد النقاش عدة تساؤلات وتعقيبات أثرت اليوم الأول.