من المنتظر الشروع في استغلال سهل “اليسرية” بمنطقة بئر الصفصاف، ببلدية وادي الفضة بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية بالشلف، بعد الانتهاء من أشغال إعادة تهيئة هذا السهل الذي كانت تغمره مياه الوادي القريبة وتسبب سنويا في إتلاف عشرات الهكتارات من المزروعات والمحاصيل الزراعية الكبرى، حيث ستسمح عمليات التهيئة الحالية بمباشرة الفلاحين استغلال هذا السهل مع بداية الموسم الفلاحي الحالي في بعض جوانبه، فيما ستستأنف عملية الاستغلال في بعض الجهات الأخرى من السهل في المستقبل المنظور. وحسب القائمين على مشروع استصلاح وتهيئة سهل “اليسرية” بالشلف الذي انطلق في شهر أفريل من عام 2012، فإن الأولوية أعطيت لحماية المنطقة من خطر الفيضانات التي كانت تغمر السهل وتمتد حتى إلى الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين العاصمة ووهران عبر محور الشلف، إذ أن خطر الفيضانات حاليا قد زال وبقيت عملية استصلاح السهل جارية على قدم وساق، حيث تم تقسيم المنطقة إلى 03 مناطق للتمكن من التحكم في العملية. ويشير ذات المصدر الى الانتهاء من المنطقتين “أ” و”ب” فيما تبقى المنطقة “ج” قيد الإنجاز. وقد تم لحد اليوم استخراج ما يصل إلى 2.5 مليون متر مكعب من الطمي والحصى على مسافة أكثر من 15 كلم طولي. للإشارة، رصدت وزارة الموارد المائية غلافا ماليا يقدر ب06 ملايير دج لتهيئة سهل اليسرية بمنطقة بئر الصفصاف، بعد مرور 34 سنة عن الكارثة التي حلت بهذا المجرى المائي، عقب زلزال الأصنام عام 1980، والذي أدى إلى فيضان وادي الشلف الذي غمر المساحات الزراعية المحاذية للوادي وأدت إلى إتلاف موارد فلاحية هامة بالمنطقة. ويتضمن المشروع إعادة تهيئة ضفاف الوادي القريب من المساحات الزراعية القريبة، إنجاز قنوات لصرف المياه وحماية المحيط المسقي. وستتولى شركتان عموميتان عملية الإنجاز، وهو ما سيخفف حتما الوضعية الكارثية التي أضحى عليها هذا السهل الذي يعد خزانا طبيعيا للحبوب ومختلف المنتجات الفلاحية بالجهة الموزعة على مناطق أم الدروع، البساكرية والكريمية، والتي أضحت غير قابلة للزراعة منذ زلزال الأصنام عام 1980. وتزداد معاناة فلاحي ومستثمري القطاع الفلاحي بالمنطقة مع تهاطل الأمطار مع كل موسم شتاء وتسرب مياه الوادي القريبة من السهل، والتي تغمر مساحات كبيرة من هذا السهل، وبالتالي تحويل هذه المساحات الممتدة على ما يقارب الألفي هكتار إلى مسطح مائي لا يصلح إطلاقا للفلاحة. وكان العديد من الفلاحين قد طالبوا في السنوات السابقة، مع بداية موسم كل شتاء، بوضع مخطط استعجالي لحماية هذا السهل لمجابهة الخطر الذي بات يهدد هذا المحيط الفلاحي الذي يتربع على مساحة تقدر ب 05 آلاف هكتار من الأشجار المثمرة والخضر والفواكه مع كل موسم شتاء، حيث طالب فلاحو ومستثمرو المنطقة السلطات المحلية بالتدخل لإنقاذ مزروعاتهم ومنتجاتهم الفلاحية من خطر الفيضانات التي صارت تهدد في كل موسم حصادهم الموسمي وتأتي على استثماراتهم الكبيرة، ومنهم من توقف نهائيا عن الاستثمار في هذا السهل الخصب الممتد من حدود ولاية عين الدفلى حتى مشارف ولاية الشلف، والذي كان يجود على الولاية بأجود أنواع الخضر والفواكه وخاصة الحمضيات المشهورة بالمنطقة لجودتها وطعمها المميز، فضلا عن بقية أنواع الخضر والفواكه المنتشرة بهذا السهل الذي يتربع على مساحة تقدر 05 آلاف هكتار. ومن المنتظر أن ترتفع المساحات المسقية إلى 22 ألف هكتار مع اكتمال إنجاز هذا المشروع الحيوي بالمنطقة.