شهدت عدة أحياء في القدسالمحتلة الكثير من المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية مساء الخميس واستمرت حتى ساعات الفجر من يوم أمس الجمعة، ما أدى إلى إصابة 12 فلسطينيا على الأقل حسب مصادر طبية محلية. أسفرت المواجهات التي اندلعت مساء الخميس بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في ضاحية أبو ديس وحي جبل المكبر بمدينة القدسالمحتلة عن إصابة 12 فلسطينيا، في وقت بعث فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسائل عاجلة إلى عدد من القادة السياسيين دعاهم فيها للتدخل الفوري لوقف تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. وخلال مواجهات في حي أبو ديس، أصيب 12 فلسطينيا بالرصاص المطاطي، بينما أغلق شباب فلسطينيون شوارع مخيم شعفاط بالإطارات المشتعلة لمنع دخول القوات الإسرائيلية، وفي حي الطور هوجم بيت عزاء منفذي عملية الكنيس، في الوقت الذي نفذت قوات من الشرطة الإسرائيلية عمليات اعتقال في حي سلوان، ومع ذلك أعلنت الشرطة الإسرائيلية بأنها لن تقوم بفرض أي قيود على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. وفي حي جبل المكبر بالقدس اقتحمت قوات الاحتلال خيمة العزاء للشهيدين غسان محمد أبو جمل (27 عاما) وعدي عبد أبو جمل (22 عاما) منفذي عملية الكنيس اليهودي، وقمعت القوات الإسرائيلية من كانوا فيها بقنابل الصوت والغاز قبل أن تنسحب وتتمركز على مداخل الحي وتغلقه، كما قامت قوات الأمن الإسرائيلية بالتزود بقنابل الصوت والغاز، مما يدل على عزمها تنفيذ عملية اقتحام أخرى للخيمة. وتدور مواجهات منذ ساعات الصباح في حي جبل المكبر بالقدس الشرقية، حيث أغلق الشبان الفلسطينيون الطريق المؤدي لجبل المكبر، ورشقوا قوات الشرطة الإسرائيلية بالحجارة، وردت الشرطة بإطلاق قنابل الصوت وقنابل الغاز المدمع باتجاه المتظاهرين دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. محمود عباس يطالب المجتمع الدولي بوضع حد للاعتداءات الصهيونية وفي غضون ذلك، بعث الرئيس الفلسطيني رسائل عاجلة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، والمفوضة السامية للعلاقات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير دعاهم فيها للتدخل الفوري لوقف تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، كما دعا عباس إلى وقف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وهدم البيوت، والنشاطات الاستيطانية والاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الأراضي. وأكد الرئيس الفلسطيني أن دولة فلسطين تبذل جهودا كبيرة في مجال التهدئة، إلا أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية سيؤدي إلى تصعيد دوامة العنف والفوضى والتطرف، محملا الحكومة الإسرائيلية نتائج وتبعات هذه السياسات.