تباينت مواقف السياسيين والمرشحين الخارجين من سباق الرئاسة في تونس، في تصريحات ل”الفجر” أن حالة استقطاب واصطفاف حادة انطلقت لدعم أحد المرشحين البارزين السبسي أم المرزوقي، بينما بدأ رئيس حزب نداء تونس في حصد التأييد، أرجأت النهضة ومرشحين آخرين الإعلان عن مواقفهم. قال القيادي في حزب نداء تونس، ناجي الجلولي، أن النتائج المعلن عنها أولية لكن عمليات سبر الآراء أكدت حصول السبسي على 42 في المائة، ثم يليه المرزوقي، مشيرا إلى أن رئيس حزب نداء تونس تحصل على نفس معدل التشريعيات السابقة، وأوضح أن تونس الآن في بداية التشكل السياسي الذي أسهمت الانتخابات في بناء اليسار واليمين، مبديا تفاؤله بالنتائج المحققة في كنف فلول الارهاب، وأكد دعم المرشح المتحصل على المرتبة الثالثة حمة الهمامي، للسبسي في الدور الثاني، ما قد يرجح كفة هذا الأخير. وبخصوص تلقي زعيم نداء تونس، بصفته رئيس حزب الأغلبية في الانتخابات التشريعية، رسالة رسمية من المرزوقي بصفته رئيس الجمهورية المؤقت، تتضمن دعوته لتكليف رئيس حكومة جديد في ظرف أسبوع، أوضح القيادي المكلف برئاسة لجنة الخطاب السياسي لحملة السبسي، أن ”موقفنا واضح فالمرزوقي ليس برئيس منتخب وإنما مؤقت وانتهت صلاحيته”، واصفا ما قام به بالمناورة للتشويش على العملية الانتخابية، وتابع فيما يتعلق بصلاحيات الرئيس القادم في الدستور الجديد، أن تونس ”في حالة إفلاس اقتصادي حيث أعادت الترويكا البلاد إلى سنوات سابقة، لكن سنبحث عن التوافق الوطني بما يمكن من تنسيق حكومي برلماني مع الرئيس المنتخب”، حسب قوله. النهضة التونسية: ”سنقرر اليوم الدعم أو التزام الحياد” في المقابل، أوضح نجيب الغريبي، المكلف بالإعلام سابقا في حركة النهضة التونسية، في اتصال مع ”الفجر”، أن استطلاعات الرأي أكدت التوجه إلى دور ثاني بين قائد السبسي والمرزوقي، فالأجواء الانتخابية كانت مقبولة، ومن المقرر أن تفصل اليوم الحركة في اجتماع لها لتدارس النتائج النهائية ”واختيار مترشح تنحاز إليه، أو التزام الحياد كما فعلت في الدور الأول” على حد تعبيره. وتابع الغريبي، حول حالة الاستقطاب الحادة التي تمتثل في أفق الساحة التونسية بين المرشحين البارزين ”أنه من مزايا الديمقراطيات الحديثة لا تعلم من يفوز، ففيه اصطفافات كبيرة للذين لم يمروا إلى الدور الثاني”، وأكد أن الرئيس القادم لا يملك أدوارا اقتصادية كبرى، بل يقتصر دوره على حفظ الأمن الداخلي والخارجي، والحكومة والبرلمان هما من يتكفلان بالموضوع. وفيما يتصل بالنقطة الخلافية في تكليف المرزوقي، نظيره السبسي بتشكيل حكومة جديدة، أفاد الغريبي، أن الإشكال مرتبط بفجوة قانونية في الدستور، فالرئيس المنتخب له الحق المباشر في تشكيل حكومة، والمرزوقي يقول أنه تصرف داخل ولايته القانونية”، موضحا ”أن معد الدستور ربما لم يتفطن لامكانية إجراء انتخابات تشريعية قبل الانتخابات الرئاسية، لكن هذا ما حصل، واليوم هناك تحرك من الرباعي الراعي للحوار حتى يتراجع المرزوقي عن قراره وعقد صبيحة أمس لقاءا بحضور ممثل من النهضة حول هاته المسألة”.