أفاد مصدر مسؤول بقسنطينة، أمس، أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات متذمر من الحالة المزرية التي يوجد عليها المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة بعد أن وصله مؤخرا تقرير أسود عن حالة ثاني أكبر المؤسسات الاستشفائية في الجزائر. تضمن التقرير نقاطا سوداء جعلت من المستشفى مرتعا للمشاكل، وأثرت سلبا على حياة المرضى الذين صاروا يتكفلون في الغالب بأنفسهم ناهيك عن غياب النظافة وحتى الأدوية، حيث غالبا ما يلجأ ذوو المرضى إلى الصيدليات لاقتناء أدوية لمرضاهم وهم داخل المصالح، كما يعاني المستشفى من صراعات وسوء تسيير ما زاد من الوضع تعقيدا. وفي اتصال بالمدير الجديد للمستشفى الجامعي السيد بن يسعد الذي نصب بداية جانفي الجاري فقط، أكد أنه وجد حالة من التسيب والإهمال، ويكفي أن المرضى صاروا يخدمون أنفسهم وهم نزلاء على حد قوله، مؤكدا أن الوزير بالفعل متذمر من وضعية هذا المستشفى. ولم يخف بن يسعد أن أمر إصلاح المستشفى الجامعي بقسنطينة ليس بالهين وأنه تم تنصيبه على رأسه لغرض إصلاح ما يمكن إصلاحه وتجاوز المشاكل التي أساءت لسمعته وسمعة العاملين به من أساتذة وأطباء وشبه طبيين وباقي العمال، مضيفا أن أبواب مكتبه مفتوحة على مصراعيه لإحداث ما سماه بالمصالحة الشاملة ولم الشمل خدمة للمؤسسة والمرضى بالدرجة الأولى، قائلا: ”لقد أوقفت القطار بمدخل المستشفى فمن ركب لتحسن الوضع والعمل في إطار القانون خدمة للمصلحة العامة، فهو مرحب به أمام من تأخر عن الركوب أو رفض فسيتحمل مسؤولياته والقطار لن ينتظر طويلا”. ومعلوم المستشفى الجامعي بقسنطينة صار عنوانا للتسيب والإهمال، ولا تعد حادثة اختطاف الطفل ليث الدليل الواحد عن استفحال التسيب بل هناك وضع خطير في مصالح الأمراض المعدية والداخلية والتوليد ويكفي أن 3 نساء يشتركن في سرير واحد، ولا حديث عن غياب النظافة وقلة الاعتناء بالمرضى وقد سجلت تجاوزات خطيرة وتوجد أمام محكمة قسنطينة عشرات القضايا التي تورط فيها أطباء أو عمال شبه الطبي أو نقابيون.