كم هي جميلة “ميشال أوباما” وهي تنزل بمطار الرياض، ويستقبلها الملوك والأمراء مصافحين مرحبين، لا يغضون الأبصار، مع أنها “سافرة” لا تغطي شعرها الأسود، ولا ساقيها الجميلتين. يجوز لميشال ما لا يجوز لفاطمة، فميشال السيدة الأولى لأمريكا الراعية للملكة وللإرهاب الدولي. أما فاطمة فهي تختصر كل هزائم الأمة، شعوبا وأنظمة! تقول الأخبار إن أوباما جاء إلى المملكة على رأس وفد رفيع، يضم صقورا وحمائم، ورؤساء كبار من الجمهوريين، لأداء واجب التعزية وتقديم التهاني إلى الملك الجديد. تعاز لم تأت متأخرة اعتباطا، فالرئيس الأمريكي لا يمكن أن يأتي مثل الآخرين مسرعا للتعزية، فهو يريد أن تسلط كل الأضواء على زيارته، وأن يكون محط اهتمام الجميع، ويريد من خدام الحرمين أن يولوا زياراته كل الرعاية، فهو سيد العالم، وسيد أسياد المملكة، لهذا ربما أجل زيارة التعزية، لتكون الزيارة زيارة عمل، زيارة لوضع خارطة الطريق أمام الملك الجديد. أوباما جاء لإعطاء التعليمات والتوجيهات ولإملاء شروط أمريكا. ما يهمه ليس النواح على من مات، بل الطريقة التي سيحرك بها خلفه وما أولويات أجندة أمريكا، لا أولويات أجندة المملكة. وليس غريبا أن يأتي أوباما مرفوقا بالصقور الجمهوريين، ماك كاين وبيكر وكوندوليزا رايس، فهؤلاء رجال أمريكا الأقوياء وسيتداولون حتما على حكم أمريكا وسيسهرون على مصالحها. فلوزير خارجية بوش الأب، بيكر، علاقة خاصة بالقيادات في السعودية، وبالتالي وجب الاستعانة به في هذه المهمة، التي هي مهمة لرعاية مصالح أمريكا وليست مصالح ديمقراطيين أو جمهوريين، فمصالح أمريكا في الخارج لا تفرق بين الحزبين، إنها إذن مهمة عمل وإملاءات، وترتيبات أمنية واقتصادية، وهذا ما يفسر وجود مدير وكالة المخابرات المركزية، برينان، ضمن الوفد، بل أهم مهمة يقوم بها الرئيس الأمريكي على الإطلاق، فالسعودية ليست حليفا استراتيجيا لأمريكا في الشرق الأوسط فقط، وإنما هي وسيلتها لتنفيذ مشروعها، وتطبيق سياستها في المنطقة، هي الذراع المسلح الذي تضرب به خصومها هناك، وهي الساهر الوفي الأمين على تطبيق الاستراتيجية الأمريكية هناك، وهذا ما يفسر هذه الزيارة الهامة والوفد الكبير (30 شخصا) يقودهم أوباما إلى المملكة، ليقدم لهم الملك الجديد عهود الولاء والوفاء، وليملي أوباما على حلفائه أولويات أمريكا التي يجب احترامها والسهر على تطبيقها، وهي أولويات تتغير وفق تغير المصالح الأمريكية، وعلى الملك الجديد احترامها. الغارديان البريطانية قالت في عدد الإثنين إن إسقاط نظام بشار لم يعد أولوية لأمريكا، وهو كلام قد لا يعجب الملك الجديد الذي أمضى سنوات يدعم الانقلابيين والمعارضة السورية ويسلحهم، لما كان وزيرا للدفاع، وهو من قالت الصحافة إنه تربطه بتنظيم الإخوان والمعارضة السورية علاقات طيبة، وتوقع البعض أن هذا سيؤثر على علاقة المملكة بتنظيم السيسي، وقد ينقلب عليه وعلى العلاقة التي كانت تربط المملكة بمصر. أولويات أوباما التي سيقرؤها على الملك هي التقارب مع إيران حتى وإن كان هذا لا يروق لإيران، لأن مصلحة أمريكا أولى من كل المصالح ولا يهمه إن كانت بلدان الخليج لا تنظر بعين الرضا لهذا التقارب، وأيضا الوضع في اليمن، فأولوية أمريكا هناك هي محاربة القاعدة وليس الحوثيين، والأولوية الأخرى والمشكوك في صحتها، هي محاربة تنظيم القاعدة التي تقول أمريكا إنه يسيطر على نصف مساحة سوريا، وعلى أجزاء كبيرة من القاعدة، وأولوية أمريكا هي الأولوية فحسب، وسيسمع الملك ويطيع؟!