نظمت أول أمس، الجمعية الثقافية ”نوافذ ثقافية” بالتنسيق مع جمعية ”الجاحظية” وبمقر هذه الأخيرة أمسية قصصية من تنشيط قصاصين من ولاية برج بوعريريج وهما القاص بغورة محمد الصديق والقاص عيسى بن محمود. استهلت الأمسية بقراءة للقاص بغورة محمد الصديق لقصة من مجموعته القصصية المعنونة ب”موج الظنون”، الصادرة سنة 2007 عن منشورات الاختلاف، حيث مهد الكاتب لقصته بمقطع شعري ثم عرض قصته بقوله في البداية: ”البحر هادئ والسفن تعوي وهي تتجه نحو الشمال من حيث أتت في الضفة الأخرى كان الترقب قاسيا في عيون شزراء كعيون ذئاب جائعة لكن المغامرين القدامى الذين أخافوا الصحراء عقودا وقتلوا حشرات وثعابين كما قتلوا بشرا كثيرين قد التصقت ابتساماتهم بنسمة زرقاء فألصقت نكهتها المارسية على الأفق البعيد” هكذا يروي الكاتب موقفين في مفارقة أحدهما حال الجزائريين بعد النصر والثاني حال المعمرين بعد أن ركنوا البحر راجعي. تجدر الإشارة إلى أن القاص محمد الصديق بغورة قاص من مدينة برج بوعريريج وهو خريج جامعة قسنطينة، دكتوراه أدب قديم عنده مجموعة قصصية ”موج الظنون”، كتاب نقدي وله العديد من المقالات في الأدب الجزائري كما له تحت الطبع ديوان شعري معنون ب”رسالة أخرى للبحر” ويعد حاليا مجموعة للكتب النقدية للطبع وهو منتج ومقدم لبرنامج أدبي أسبوعي يبث على أمواج إذاعة برج بوعريريج. ثم أحيلت الكلمة للقاص عيسى بن محمود، الذي قرأ مقطعا من مجموعته القصصية الجديدة المعنونة ب”روح الأبالسة”، ستصدر له قريبا عن دار النشر الأردنية ”فضاءات”، حيث سرد القاص مقطعا منها ”لا داعي للنظر إلى موطئ القدم، فالذي أمام عينيك يشعرك بالغواية، يأخذ بك إلى ما بعد النظر، يأسرك تشكل الأمواج، تقترب أكثر تجاه الشاطئ، تداعب الرمال رجليك في نعومة، علمها البحر احتضان الوجود ، لم تعد تدري كم مر عليك بالمكان، العمر هنا امتداد أسطوري، لا فرق بينك وبين الإنسان الأول، عانق الطبيعة للجمال مسح من قلبك كل ضغينة وعن بصرك كل مشين، الشاطئ بكر يجعلك طينة أولية، إحساسها الوحيد التماهي مع المكان، أنت تلقي بالتحية على الجميع دون أن تحرك شفتيك، والكل يردون دون ان تتحرك شفاههم أيضا، يكفي فقط التقاء النظر ليشعرك بتبادل التحية”. تجدر الإشارة أن عيسى بن محمود كاتب وقاص من مواليد 1968 بأولاد دحمان ببرج بوعريريج، له عدة كتب منها ”الشلطة تغمر المدينة” وهي مجموعة قصصية صدرت له سنة 2007 عن دار الكتاب الجزائرية وله أيضا مجموعة قصصية ثانية معنونة ب”رحيل” صادرة عن منشورات الاختلاف سنة 2006 كما بحوزته مجموعة قصصية ”حزيزيات” طبعت له الكترونيا عن دار الصداقة للنشر بغزة بدولة فلسطين وهو أيضا مهتم بالفن التشكيلي وله عدة مشاريع لكتب جديدة قيد الانجاز.