فسر خبراء أمن دوليون أن تنظيم ”المرابطون” الإرهابي بقيادة مختار بلمختار، يهدد من خلال هجوم شنه في وسط باماكو، بالانتقال من تكتيك المناوشات في الصحراء الكبرى إلى عمليات حرب شوارع، في محاولة لتعزيز موقعه بجذب المهمشين بعد اتفاق سلام في مالي. ورأى أسيلمو ولد صالحي، الخبير الموريتاني في الجماعات الإسلامية، أن الهجوم المناهض للغرب الذي أوقع خمسة قتلى، ثلاثة ماليين، بلجيكي، وفرنسي، هو مؤشر على شن المسلحين تمردا في المدن، مضيفا أنه ”من خلال هذا الهجوم في قلب باماكو، يوقع تنظيم المرابطون على الانتقال إلى مرحلة حرب مدن، بعد أن هزم في الصحراء”، في إشارة إلى الضربات التي نفذتها القوات الدولية وخصوصا الفرنسية، ضد أنصار بلمختار، وأيضا مجمل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال البلاد، وأبرز أن ”بلمختار لجأ على الأرجح إلى ليبيا ولم يعد بإمكانه العيش في مالي، حيث يتهدده الخطر، والدليل مقتل ذراعه اليمنى أحمد التلمسي”، موضحا أنه ”إذا لم يتم وقفهم، فإن ذلك سيشجعهم على المزيد من العمليات، ومن شأن ذلك أن تكون له انعكاسات بالغة الخطورة على مستقبل السياحة والسلام في مالي بأسرها”. من جهته، يرى الخبير في شؤون منطقة الساحل والصحراء، أندري بورجو، أن هجوم باماكو يظهر أن الجماعات المسلحة وخصوصا المرابطون، يمكنها الضرب في أي مكان، وتابع أنه تضاف إلى هذا ”مشكلة الخلايا النائمة الموجودة منذ فترة في باماكو، التي يتدفق عليها منذ 2012، لاجئون فارون من أعمال العنف في شمال البلاد”.