ثمن المحلل والخبير النفطي البولندي، بيوتر فدفنسكي، تحركات الجزائر لإعادة الاستقرار لسوق النفط الدولية، مشيرا إلى أهمية المباحثات خاصة تلك التي جرت مؤخرا بين وزير الطاقة يوسف يوسفي ونظيره الأنغولي. أشار المحلل البولندي بيوتر فدفنسكي إلى أهمية المباحثات التي جرت أخيرا بين يوسف يوسفي وزير الطاقة مع نظيره وزير النفط الأنجولي خوسيه ماريا وسفير نيجيريا في الجزائر، باعتبار أن نيجيريا تتولى الرئاسة الحالية لمنظمة أوبك، ملمحا إلى أن هذه الاتصالات مهمة وركزت على تقييم وضع السوق النفطية، بعد أن شهدت انخفاضا حادا جديدا في الأسعار. وأشار فدفنسكي، في تصريح لأحد المواقع العربية، أن ”الجزائر أكدت أن سوق النفط تمر بوضع دقيق وأن الاختلال على مستوى السوق أدى إلى هبوط حاد في الأسعار، ما كان له انعكاسات وتأثيرات سلبية جدا في اقتصاديات كل البلدان المصدرة داخل وخارج منظمة أوبك”. وقال الخبير الهولندي ”إن هناك ضرورة لتعزيز الحوار والمشاورات بين كل الدول المصدرة للنفط، سواء كانت أعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك” أو من المنتجين المستقلين خارج المنظمة، من أجل حسن إدارة الأزمات في السوق خاصة في الوضع الراهن”. وأشار فدفنسكى إلى أن أشكال التعاون كثيرة وأن الأمر يمكن أن يتضمن في الأساس تبادل التحليلات حول السوق النفطية على المديين القصير والمتوسط، ومعرفة آثار انخفاض أسعار النفط في اقتصاديات الدول المنتجة، وأيضا بحث إمكانات تعزيز التعاون بين كل الدول المصدرة من أجل إيجاد حل مشترك للأزمة الميثاق الراهنة. وأعلن وزير الطاقة، يوسف يوسفي، أمس الأول، أن الجزائر العضو بمنظمة ”أوبك” تسعى إلى مزيد من التعاون بين البلدان المصدرة للنفط للمساعدة على مواجهة آثار الهبوط الحاد في أسعار الخام العالمية. ودعت الجزائر في شهر ديسمبر إلى خفض إنتاج منظمة ”أوبك”، ردًا على هبوط أسعار الخام أكثر من 50 ٪، وصرحت منذ ذلك الحين بأنها تجري مباحثات مع منتجين من أوبك وخارجها لتقليص فائض المعروض في السوق. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية، أن وزير الطاقة اجتمع مع وزير الطاقة الأنغولي وسفير نيجيريا لدى الجزائر، يوم أمس، في إطار التشاور بهذا الشأن، بالإضافة إلى بحث آثار انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد. وتتصدر السعودية الدفاع عن سياسة عدم خفض الإنتاج في أوبك، ورفضت المنظمة تقليص إنتاجها في اجتماعها في نوفمبر، وتعقد أوبك اجتماعها التالي في يونيو، وتشير تصريحات المسؤولين حتى الآن إلى أنها لن تعدل سياستها. وأوضحت أمريتا إنج، المحللة السنغافورية، أن تغييرا جذريا ومستمرا حدث في سوق النفط منذ انطلقت طفرة المعروض، مشيرة إلى أن تداعيات انخفاض أسعار النفط عميقة جدا، ولا سيما بالنسبة لدول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولهذا من الضروري تبادل الخبرات وصياغة استراتيجيات تسمح لهذه الدول بإيجاد حلول لهذه المشكلات، وتحقيق التوازن الاقتصادي حتى لا يتعرض الاقتصاد الدولي لأزمات حادة تضر الجميع. وقال مختصون في السوق النفطية ”إن تأثير توقف نشاط بعض الحفارات الأمريكية في حجم المعروض في الأسواق يحتاج إلى وقت”، مؤكدين أن تخمة المعروض التي قادها إنتاج النفط الصخري لا تزال تلقي بظلالها على السوق بقوة وتقود إلى تذبذب الأسعار. يأتي ذلك في وقت تواصل فيه أسعار النفط تراجعها في الأسواق العالمية، حيث انخفض سعر مزيج برنت الخام، أمس، وجرى تداوله عند أدنى مستوى له منذ مطلع شباط (فبراير) مع تزايد المخاوف من تفاقم تخمة المعروض. وخسر برنت 33 سنتا ليصل إلى 53.11 دولار للبرميل بعدما ارتفع في وقت سابق لأعلى مستوى له في الجلسة 54.38 دولار. وأغلق عقد نيسان (أبريل) الذي انتهى أجله في الجلسة السابقة منخفضا 1.23 دولار، وكان قد سجل في وقت سابق من الجلسة 52.50 دولار، وهو أقل مستوى منذ الثاني من فبراير. سارة. ن برنت ينخفض إلى 53 دولارا للبرميل تراجع خام برنت باتجاه 53 دولارا للبرميل أمس الأربعاء، حيث من المتوقع أن تكون مخزونات الخام الأمريكية قد ارتفعت للأسبوع العاشر على التوالي إلى مستوى قياسي جديد، مما يؤجج بواعث القلق من فائض في معروض النفط العالمي، لكن هبوط الدولار قدم بعض الدعم للأسعار.وتراجع سعر برنت تسليم ماي ب50 سنتا إلى 53.01 دولار للبرميل، بعد أن ختم الجلسة السابقة مرتفعا ب 7 سنتات عند 53.51 دولار. وهبط الخام الأمريكي تسليم أبريل ب92 سنتا إلى 42.54 دولار للبرميل، وتراجع أكثر من دولار في المعاملات الآسيوية المبكرة، بعد أن زاد مخزون الخام ب10.5 مليون برميل إلى 450 مليونا للأسبوع المنتهي 13 مارس، حسب بيانات معهد البترول الأمريكي أمس الأول. وتوقع المحللون زيادة قدرها 3.8 مليون برميل.