بعد الغموض السائد منذ 10 ماي الماضي، حول مصير الطّيار المغربي ”ياسين حتي” الذي أُسقطت طائرته ال آف 16، خلال مشاركتها التحالف الذي تقوده السعودية حربه في اليمن، صدر مؤخرا بلاغ عن الجيش المغربي يفيد باحتمال وفاته وإرسال الملك محمد السادس طائرة عسكرية لنقل جثمانه. وأشارت تقارير مغربية الى دور الوساطة الذي يكون قد لعبه المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى اليمن، المغربي جمال بن عمر، لدى الحوثيين لاستعادة الجثة. وتعدّدت الرّوايات عن أسباب سقوط الطائرة، لكن بالنظر إلى تاريخ ال أف16 في الحروب، يرجّح خبراء فرضية إسقاطها بصاروخ سام الروسي الذي تمتلكه القوات اليمنية والحوثية على حد سواء. حيث كشف مصدر عسكري يمني عن استخدام صواريخ سام لاعتراض طائرات تحالف ”عاصفة الحزم”. وصمّمت صواريخ سام لإطلاقها من الأرض إلى الجو لإسقاط الطائرات أو الأهداف الجوية الأخرى كالصواريخ أو الطائرات بدون طيار، وتعد جزءا أساسيا من أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات والدفاعات الصاروخية. وكانت بدايتها مع نجاح القوات الأفغانية سنة 1987 في إسقاط طائرة أف16 الباكستانية بصاروخ من نوع سام المضاد للطيران. وفي عاصفة الصحراء للقوات الأمريكية ضد عراق صدام حسين سنة 1991، حيث نجح الجيش العراقي في إسقاط ثلاث أف16 بصواريخ سام وبالمدفعية. كما أسقطت صواريخ سام طائرة أف16 الامريكية في البوسنة سنة 1995. وتكرر السيناريو نفسه مع إسقاط طائرة أف16 أمريكية من طرف القوات الصربية سنة 1999 بصواريخ سام. كما أن هناك حادثتان لإسقاط ال أف 16 بين دولتين من حلف الأطلسي، هما تركيا واليونان خلال النزاعات البحرية بينهما، حيث أسقطت ميراج 2000 يونانية أف16 تركية خلال أكتوبر 1996، واصطدمت أف16 تركية ب أف16 يونانية في ماي 2006. وأسقطت الحركات العراقية المسلحة أف16 في الفلوجة سنة 2006 عندما كانت تحلق على علو منخفض للاستطلاع. ومع ذلك فقد أثبتت طائرة إف-16 أو التنين المقاتل التي ظهرت أواخر القرن العشرين، قدرة فائقة على المناورة، وقد بيعت لعديد الدول منها المغرب، الذي اشتراها خصيصا لحربه ضد الصحراء المغربية. ويمكن لرادار أف 16 رصد الصواريخ المصوّبة، ويحتمل أن يكون الطيار المغربي قد حاول مراوغتها خلال تحليقه في علو منخفض لغرض الاستطلاع فأصابته. ويقول العارفون أنّ نظم الحرب الإلكترونية المتطورة التي تستعملها الولاياتالمتحدة عندما تدخل حربا من الحروب، تمكنّها من التشويش على العدو. وبهذا فإنّ نسخة أف16 الأمريكية مطورّة مقارنة بالمغربية، فضلا عن كون حرب اليمن أوّل تجربة لل أف16 المغربية، إلى جانب إمكانية غياب الماضي الحربي للطيار.