واقعة كبيرة تلك التي شهدها البرلمان أمس، حيث أعلن نواب من حزب جبهة التحرير الوطني وعددهم 91، العصيان العلني ضد عمار سعداني، ومعه رئيسهم الجديد للكتلة محمد جميعي، وأسسوا كتلة برلمانية جديدة، معبرين عن عدم التزامهم بكل ما يصدر عن جميعي، وجددوا الدعوة إلى رئيس الجمهورية الذي هو الرئيس الشرفي للحزب، للتدخل العاجل لاسترجاع الشرعية التي قالوا إنها مغتصبة. وجاءت مراسيم الإعلان عن الكتلة البرلمانية الجديدة للأفالان، أمس، بعد انتهاء وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، من عرض مشروع القانون الخاص بحماية الطفل، حيث خرج النواب الواحد تلو الآخر إلى بهو المجلس الشعبي الوطني، وشكلوا مجموعة قالوا إنها كتلة برلمانية موازية لتلك التي قام الأمين العام للحزب عمار سعداني بتشكيلها، وتضم 91 نائبا، وكلف نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، بتلاوة نص البيان الجماعي الذي حرروه، والذي قدم عرضا مفصلا عما وصفه بالانتهاكات التي طالت الأفالان، والانكسار والتشرذم الذي مسه، ووصفه للقيادة الحالية بالمارقة، ليتم الإعلان عن تأسيس الكتلة البرلمانية المعارضة لتلك التي يتزعمها محمد جميعي. ونفى معاذ بوشارب أن يكون قرار تشكيل الكتلة مرتبطا بالمصالح، مشيرا إلى أن الهيكل الجديد لن يكون ملتزما بأي شكل من الأشكال ”بقرارات وإملاءات قيادة الحزب الحالية، بالنظر لتماديها في خرق القانون الأساسي والنظام الداخلي، والتعدي الصارخ على الهيئات في تحضيرها للمؤتمر العاشر للحزب”، وقال إنهم ”يسجلون وقوفهم الراسخ والدائم دون قيد أو شرط مع إصلاحات الرئيس”، مذكرا بالدعم الذي قدموه خلال الحملة الانتخابية للعهدة الرابعة وسعيهم لإنجاح برنامج الرئيس. وتابع معاذ بوشارب، باسم المجموعة المنشقة عن القيادة الرسمية، أن الإعلان عن الهيكل الجديد لا يعيق أداء المهام التشريعية، مجددا الالتزام بالدفاع عن مصالح الشعب ومراعاة اهتماماته وتطلعاته، وخلص للتأكيد أنهم لن يتراجعوا في مهمة تمكين الأفالان من التموقع في الساحة السياسية والعودة إلى مهمته الطبيعية، مشيرا إلى أن القائمة تبقى مفتوحة للذين يريدون الالتحاق بالمجموعة ومساعدتها في تحقيق المسعى الذي تأسست من أجله. وفي هذه الأثناء، بدا محمد جميعي منزعجا من الضربة التي تلقاها بعد أيام فقط من توليه المنصب الذي فشل في الحصول عليه خلال الانتخابات الخاصة بالهياكل التي قدم ترشيحه لها، وعبر عن امتعاضه لهذا الأمر، حيث كان يراقب من بعيد ما يقع، ليقوم بعد ذلك بإيفاد رجاله لنقل كل صغيرة وكبيرة عن مجريات إعلان تأسيس الكتلة البرلمانية الموازية الجديدة.