قال رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، إن الحل المفروض الذي يتم التحضير له في هذه الآونة مفضوح، ويتمثل في محاولة إعادة رسكلة النظام السياسي القائم أو استنساخه، وبهذا يكون النظام السياسي القائم حسبه قد صمم على افتعال مشاكل جديدة أكثر خطورة بالنسبة للبلد عوض حل تلك القائمة بطريقة حكيمة ومتبصرة ومراعية لمصلحة الأمة ومصير الشعب. وأوضح بن فليس، أمس، في أول ندوة صحفية له كرئيس لحزب طلائع الحريات، أن قوى دخيلة وخفية استحوذت على مركز القرار الوطني واستولت فعليا على صلاحيات صاحبه الدستوري، ولقد تطور هذا السيناريو المأساوي وبلغ اليوم محطة من محطاته الأخيرة، ”لقد استعصى تسيير شغور السلطة؛ وتعطل المؤسسات والإدارة العمومية أصبح لا يطاق، وظنت كل القوى التي استحوذت على صنع القرار الوطني أنها في موقع يمكنها من فرض حلها بشأن أزمة النظام التي فجرها شغور السلطة ويتحمل كامل مسؤوليتها”، مؤكدا أن الواجب الوطني الجماعي اليوم يتمثل في منع سياسة كهذه من استخلاف محنة بمحنة أكبر وأثقل وأكثر تعقيدا، ”هذا هو تحدي الساعة وهذا هو رهان المستقبل القريب”، على حد تعبيره. وأبرز المتحدث أن المنظومة السياسية-الإدارية ببلدنا لا تنظر بعين الرضى إلينا، كما يعلمون أيضا بأن هذه المنظومة تصبح حازمة وصارمة عندما يتعلق الأمر بإضعاف معارضيها و بأنها لا تتراجع أبدا عندما يتعلق الأمر بإفشال نشاط كل الذين يصنفون كأعداء سياسيين بينما هم فقط أطراف في معارضة سياسية شرعية، مسؤولة ودستورية، مشيرا إلى أن عشرات الآلاف من مناضلي الحزب من المقتنعين بالنضال الحقيقي والذين لا يخشون التهديد والتخويف والترعيب ولا ينساقون وراء الترغيب والملذات، وتابع ”إننا لم نرد ولن نرد على من أنزلوا الفعل السياسي درجات، لأننا لن نسمح أبدا لهؤلاء بإلهائنا عن المشاكل الحقيقية للوطن والأخطار المحدقة بالدولة الوطنية، وخطورة الوضع الاقتصادي الوطني، والتشتت والاختلالات الكبرى، التي أضحى يعاني منها مجتمعنا”، موضحا أنه يفضل الإجابة على المتحاملين والمتحرشين والمعتدين على حزبه ”في ميدان الأفكار والمقترحات والحلول والمشاريع السياسية”. من جهة أخرى، اعتبر بن فليس أن إنشاء حزب سياسي في الآجال القصيرة تحد كبير، وقال ”لقد كذبنا كل التكهنات المعاكسة، وأبطلنا كل التنبؤات المتشائمة، وبينا لكل الذين شككوا في قدراتنا أو قللوا من تصميمنا، بالدليل القاطع، بأن الاستجابة لنداء الواجب والإحساس بالمسؤولية والانشغال بخدمة الشعب والوطن يمكن أن تكون أقوى من كل العراقيل ومن كل الضائقات والمضايقات”. وبخصوص النصوص المصادق عليها جماعيا من طرف المؤتمر التأسيسي للحزب، أوضح بن فليس أن ”ستكون قوانين التي لا نحيد عنها، وبالتالي فلن يكون هناك أي مكان للانتقاء الفوقي داخل حزبنا كما لن تكون هناك تدخلات وإملاءات تأتي من الجهات العليا، فكل مناضلاتنا ومناضلينا متساوون في الحقوق وفي الواجبات ولا يستطيع أي مستوى للمسؤولية في الحزب أن يمارس سلطات غير تلك المحددة لها في قوانين الحزب”.