تنظر تشكيلة الغرفة الجنائية لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، غدا، في ملف المدعو ”ط. بغدادي”، لاجئ سياسي بفرنسا منذ 2000 على أساس أنه ضحية إرهاب، قبل أن يتم ترحيله إلى أرض الوطن أفريل 2009، بعد إدانته من طرف القضاء الفرنسي بالسجن النافذ 8 سنوات، لمشاركته في أعمال إرهابية بعدما انتحل عدة هويات مزورة مكنته من السفر إلى عدة دول أوروبية، من بينها هوية شرطي فرنسي، بغرض الالتحاق بالمقاتلين في الشيشان وأفغانستان من أجل تلقي تدريبات عسكرية. سيواجه المتهم الذي ينحدر من ولاية الشلف، تهما خطيرة تتعلق بجناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، وجنح التزوير واستعمال المزور وانتحال هوية الغير، بغرض قيد حكم في وثيقة السوابق العدلية التي أسندت إليه حسب الملف بتاريخ 28 أفريل 2009، بعد أن تسلمته مصالح الأمن على مستوى مطار هواري بومدين، من نظيرتها الفرنسية، على أساس أنه كان محل بحث وأدين غيابيا في قضايا إرهابية. ويشير الملف إلى أن المتهم التحق بمعاقل الجماعات الإرهابية في 1995، بتزكية من عمه، بعدما تم القضاء على شقيقه الإرهابي ”عبد القادر”، فتم تجنيده لصالح كتيبة الفرقان المتمركزة في جبال ”سنجاس” بالشلف، ثم انتقل إلى كتيبة ”الأهوال” بولاية غليزان، حيث تدرب على استعمال بندقية الصيد، وأثناء تواجده بالمنطقة تعرف على أحد الإرهابيين ويتعلق الأمر بالمدعو ”مبروك”، الذي اقترح عليه فكرة السفر إلى أفغانستان للانضمام إلى صفوف تنظيم القاعدة تحت إمرة زعيمها السابق أسامة بن لادن. وفي 1997، تمكن المتهم من الحصول على جواز سفر مزور يحمل هوية ”بلحوت أحمد”، سمح له بدخول التراب الفرنسي مرورا بالمغرب، حيث مكث هناك سنتين، قبل أن يقرر السفر إلى ألمانيا وبالتحديد إلى مدينة فرانكفورت، ليلتقي مجددا بالإرهابي ”مبروك” الذي أقنعه بفكرة الالتحاق بالمقاتلين الأفغان. وفي جويلية 2000 قرر المتهم السفر إلى بريطانيا باستعمال جواز سفر فرنسي مزور، وبعدما اكتشف أمره طلب اللجوء السياسي على أساس أنه ضحية إرهاب مقدما هوية مزورة باسم ”ط. زبير”. وأثناء مكوثه ببريطانيا تعرف على مجموعة من الأشخاص كانوا يترددون على مسجد ”فانس بيري بارك” بالعاصمة لندن، منهم ”أبو حمزة المصري”، وفي تلك الفترة علم أن الأوضاع في أفغانستان غير مستقرة مما جعله يتراجع عن الفكرة ويقرر العودة لإسبانيا إلى غاية إيجاد طريقة للالتحاق بالجماعات المقاتلة بالشيشان. وفي شهر نوفمبر من نفس السنة، عاود الدخول إلى فرنسا باستعمال وثائق مزورة، وبقي على اتصال بالمدعو ”مبروك” الذي سهل له عملية السفر إلى الشيشان في جوان 2001، باستعمال وثائق مزورة، حيث سافر إلى جورجيا مرورا بتركيا، وأثناء تواجده بحدود الشيشان، سمع أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة، وأنه لا يتم قبول المجندين العرب، فعاد إلى فرنسا حيث تم إيقافه في ديسمبر 2002 بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية والتحضير لتنفيذ عمليات إرهابية، وتم الحكم عليه باسم ”بلحوت أحمد” ب8 سنوات سجنا، قبل أن يتم إصدار قرار بترحيله إلى الجزائر. وقد سبق لذات الجهة القضائية أن أدانت المتهم بعقوبة 3 سنوات حبسا.