تتلخص رواية أوتيل تركي في المجتمع الوهراني المتناقض المحافظ والغير محافظ، بطلها بومدين يسعد الروائي والشاعر الذي يتعرف على ”ستلا” المغنية اللبنانية المتحررة ويقع في حبها وتكون بينهما علاقة حميمية معبرة عن واقع اجتماعي عربي بائس، حيث يفرض الرقابة على الحب والمرأة، ثم تختفي ستلا النعمان فجأة وتبقى شخصية غامضة بالنسبة لبومدين، كما تحكي الرواية قصة الهواري سمعون الذي في الأصل ينتمي إلى عائلة يهودية مشتتة بقيت خفية منذ طرد اليهود من الجزائر، تتمثل حياة الهواري سمعون وعائلته في حياة مجتمع فقير بائس يعبر فيه عن البطالة والهجرة وتناول الشاب للقنب الهندي، واغتيال أخيه فتحي من قبل عصابة إلى سجنه ظلما بعدما كان عامل خدمات في الأوتيل. رواية ”أوتيل تركي” لا تتحدث فقط عن أحداث في الأوتيل فقط بل تتحدث عن مجتمع متناقض ومختلف، رواية تدرس نفاق المجتمع وتعامله مع المادي، وكما ورد في الرواية أن أوتيل تركي هو أوتيل حقيقي بعيون الترك بعاصمة الغرب الجزائريوهران، كما تحكي الرواية عن حادثة شنيعة متمثلة في اغتصاب ”حنان” أخت ”الهواري سمعون” من قبل والدها السكير حتى انتهى لقتلها، ليجد المؤلف حلا في التخلص من الأب بطريقة أشنع من قتله لابنته حنان، تمر أيضا الرواية على أحداث سوريا من شخصية ”ستلا النعمان” التي توضح في بعض الفصول القليل مما أخفته عن ”بومدين”، وكيف جاءت إلى الجزائر من خلال الحقائق التي أبقتها سرا عن حبيبها، وفي الأخير تظهر ستلا فجأة كذلك في وجه بومدين وهو في الرتوشات الأخيرة من روايته التي يكتبها. وتحدث رفيق جلول عن المصاعب التي واجته في النشر قائلا :”واجهتني في الرواية مشاكل حول نشرها في دور نشر جزائرية، وهذا الأمر قد تعرضت له سابقا وسيواجهني مستقبلا كذلك، لأن دور النشر الجزائرية تعمل إما بالوساطات التي تنتهجها بيروقراطيتها أم تجارة تفكر في الربح السريع، ولكن كل هذا عم علي بالفائدة في إيجاد ناشر محترم ”دار ورد الأردنية”، وهذا الذي أعطى قدرا ووقف احتراما للنص وم يهمه الاسم أكان في بداية مشواره الروائي أم لا، بل احترم النص وقبل نشره بعيدا عن التفكير في الأرباح أو حجم الخسارة التي يتلقاها من نشر الرواية.