كتب الروائي الجزائري أمين الزاوي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أن دار البرزخ للنشر في الجزائر أعادت طبعة روايته ”يصحو الحرير” التي صدرت سنة 2002 عن دار الغرب للنشر، وجاءت الطبعة الجديدة موشحة بكلمة للناقد الدكتور مخلوف عامر. تتناول رواية ”يصحو الحرير” جانبا من التاريخ الجزائري في مآسيه المعاصرة، حيث تسلط الضوء على مغامرة الحب والخوف والانتصار على الموت، مقتحما بذلك الزاوي العديد من الطابوهات بعيدا عن الكتابة التعليمية والأخلاقية. تتعدد المواضيع التي تعالجها الرواية، والتي تعد من ضمن الأجناس الأدبية التي تتخذ من أحداثها ومن مواضيعها المرأة، التي تعبر عن ذاتها بخطاب إيديولوجي وتسعى للتغيّر وإثبات الوجود، ومنه كانت مقتطفات من روايات جزائرية عن حكاية امرأة جزائرية كرمز للوطن والتضحية والتحدي ورمزا للأسطورة. يركز الزاوي في هذه الرواية على الحب والغيرة.. غيرة النساء وغيرة الرجال أيضاً، هي رواية عن المرأة وعلى لسانها. يأخذ الزاوي القارئ عبر روايته ”يصحو الحرير” إلى 15 عشر محطة مختلفة ومتنوعة تصحب العديد من المواقف والشخصيات، ومن الرواية المرأة تقرأ ذاتها وتقرأ ذوات غيرها، بقدر ما يوجد انغلاق على نفسها يوجد انفتاح على الآخر، وهنا يتداخل الصراع السياسي والخطاب الإيديولوجي في أواخر الثمانينيات، كما تتعدد الشخصيات في هذه الرواية وفي الغالب تكون شريفة هي الراوية والمروي عنها والمروي لها. وبما يخص العلاقة التي تسبح بين الرجل والمرأة إلا ما تمكث وتنتهي بفراق إما عن طريق الطلاق، الهجرة أو الموت. تسوق الراوية مجموعة من حكايات الماضي، فيما هي تسوق حكايات الحاضر في زمن غورباتشيف والبيروستريكا والمارلبورو، وصولاً إلى زمن الإرهاب المتأسلم في الجزائر. وهنا تتركز الرواية في شخصيات يعقوب وممّو والعم مزيان. أما يعقوب الذي يدرّس العربية - والبربري المنخرط في الحركة الثقافية البربرية M. C. B - فهو عاشق حروف - الزين، وهي المتواطئة على عشقه الذي سينتهي به إلى طلاق شقيقتها. لكن المتواطئة عاشقة لذلك المجند الذي يحمل الليسانس ويؤدي الخدمة العسكرية في ”بشار” الصحراوية. إنه ممّو العين كما تسميه عاشقته التي لقبته أيضاً ”عجلي الجميل”، وهي تخبرنا سلفاً بالمثلية التي تربطه في الثكنة بضابط من الجيل الذي حارب فرنسا. ومثلما سيحكي ممو حكاية هذا الضابط، سيحكي أيضاً حكاية أخته التي دُفِنتْ حيةً. ولأنه مسكون بهذه الحكاية، تطرده حروف - الزين، ثم تلحق به إلى ”بشار”، وتجمعها السيارة بالصحافي الأمريكي الذي يحكي حكايته وحكاية أبيه وجده. بطلة الرواية ”حروف - الزين”، وهو الاسم الذي سماها أبوها به على كبر - كما تقول في بداية الرواية - بدلاً من اسمها الحقيقي ”شريفة”. ومنذ البداية، ستبدي ”حروف - الزين” وتعيد في ”الحكاية”، فأن تحكي، فهذا يعني: ”أنني أنتزع عن جسدي المصبوب هذا كل أشيائي الداخلية”، والمرأة عليها أن تحكي وألا تصمت، مثلما عليها ”أن تختار قبرها منذ أن تصعد أنوثتها في دمها الأول”. وستكرر ”حروف - الزين” وهي تروي الرواية، الوعد بحكاية قادمة، بينما هي تحكي أخرى.