احتضنت دار عبد اللطيف، صباح أول أمس، ندوة حول النقد السينمائي من تنشيط الإعلاميين المختصين في السينما فيصل مطاوي ونبيل حاجي، اللذين عادا إلى وضعية النقد السينمائي في الجزائر ومقارنة الوضع الحالي بما كانت عليه الأمور سنوات السبعينيات والثمانينيات من الرقن الماضي. وتحدث نبيل حاجي قبل تطرقه لموضوع النقد، عن الانتاج السينمائي في الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي منذ إطلاقها سنة 2005، حيث قال حاجي إن الوكالة قامت بإنتاج 26 فيلما طويلا و36 فيلما وثائقيا وفي فئة القصير أنتجت تسعة أفلام. كما أن الوكالة حسب حاجي، تمثل الجزائر في العديد من المناسبات الثقافية خاصة في مجال السينما، سواء عبر أيام الفيلم الجزائر بالأردن، أو عن طريق جناحها في مهرجان دبي السينمائي أوفي مهرجان كان السينمائي العالمي. وانتقد نبيل حاجي وضع النقد السينمائي في الجزائر الذي اعتبره غائبا ما عدا بعض المحاولات النقدية، مضيفا أن النقد في سنوات السبعينيات والثمانينيات كان أحسن بكثير من الوقت الراهن نظرا لوجود إنتاج سينمائي في تلك الحقبة. كما أن الجمهور كذلك كان يدخل قاعات السينما وهو ما لم يعد موجود حاليا، خصوصا سنوات الارهاب التي خلفت فراغا كبيرا على مستوى السينما الجزائرية، خصوصا مع غياب الإنتاج، وبالتالي غياب الكتابات النقدية في مجال السينما. وقال المتحدث أن الفترة الأخيرة عرفت فيها السينما الجزائرية انتعاشا ملحوظا، ولكن في المقابل مجال النقد السينمائي بقي على ما هو عليه، حيث انعدمت الكتابات النقدية وغابت النقاشات بعد الأفلام، خصوصا مع غياب فضاءات ملائمة، مضيفا أن اسبابا أخرى تقف وراء ذلك منها غياب سياسية إعلامية واضحة عند المنتجين ومخرجي الأفلام، الذين لا يتقبلون في الغالب النقد الذي يأتيهم من طرف الاعلاميين. كما أن التوزيع السينمائي غائب تماما مع عدا منتجين أو ثلاثة يحرصون على وصول أفلامهم إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، ولكن هذا غير كاف، يضيف نبيل حاجي. ونوه نبيل حاجي بالمهرجانات المقامة حاليا ، ولكن في الوقت نفس أوضح بأنها غير كافية مقارنة بما هو موجود في دول الجوار، حيث تنظم سنويا عشرات المهرجانات في مختلف الفئات، والتي تعبر فرصة مهمة للقاء بين السينمائيين والإعلاميين ولكنها تبقى فرص مناسباتية، لأن ما يليها مؤسف لكون أغلب القاعات تغلق أبوابها بعد المهرجانات، مثلما هو حاصل مع المهرجانات الجزائرية سواء مهرجان وهران لفيلم العربي أو مهرجان الجزائر الدولي للسينما أو غيرها من المهرجانات الاخرى، حيث تموت القاعات بعدها وتغيب عنها العروض. واعتبر فيصل مطاوي أن العروض الأولى المخصصة للصحفيين فرصة من أجل لقاء رجال الإعلام مع السينمائيين، خصوصا أن اللقاء يكون مباشرا مع طاقم العمل، ما يفتح باب النقاش بين الطرفين، وفي هذه الحالة السينما هي الرابح أولا وأخيرا. وأعاب مطاوي غياب النقد السينمائي في الوقت الراهن الذي اعتبره قليلا جدا سواء في الصحافة المكتوبة بالعربية أو الفرنسية، ناهيك على غياب حصص إذاعية وتلفزيونية خاصة بالنقد السينمائي، ماعدا حصتين أو ثلاثة على قناة الخبر والتلفزيون الجزائري. وطالب المتحدث بضرورة إنشاء مدرسة سينمائية تتضمن فرعا لتدرس النقد السينمائي، موضحا أن مشروعا مثل هذا كان قد تم طرحه سابقا ولكنه لم يرى النور بعد. وأضاف فيصل مطاوي أن النقد في الجزائر مبني وفق حسابات شخصية، بحيث أن الناقد أوالصحفي يعتمد في كتابته على مخرج معين، حسب علاقته مع هذا الأخير، فالناقد لا يمكنه أن ينتقد فيلما معينا إن كان المخرج صديقه. وانتقد مطاوي قلة المهرجانات السينمائية في الجزائر، والتي إن كانت موجودة فهي قليلة جدا مقارنة بدول الجوار، مضيفا أن هذه المناسبات لا تكفي لأنها غير كافية، منتقدا في الوقت نفسه غياب الاتصال عند المنتجين الجزائريين الذين لا يكلفون أنفسهم عناء توظيف مكلف بالإعلام يهتم بكل ما هو متعلق بالإعلام والاتصال.