وضع الإعلاميان فيصل مطاوي ونبيل حاجي يديهما على جرح السينما الجزائرية، وأسهبا في الحديث عن المشاكل التي تحول دون الترويج للأفلام الجزائرية محليا ودوليا، بالتأكيد على أن الجانب الإعلامي لعملية إنتاج الأعمال السينمائية ليس ضمن اهتمام المنتجين، بيد أن تجارب عربية وأجنبية تفطنت لنجاعة هذه الوسيلة في منح الشهرة، لذلك أضحى تقليدا لابد منه، وهو غير معمول به في الجزائر. في جلسة احتضنها مقر الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدار عبد اللطيف، في الجزائر العاصمة، للحديث عن "النقد السينمائي في الجزائر والترويج"، أكد الصحفي فيصل مطاوي أن النقد السينمائي في الجرائد قليل، وأن التحليل الجامعي بعيد عن الجمهور العام، لأنه للأسف توجد بعض الجامعات التي تنشر بعض الدراسات، وثمن تجربة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التي بدأت تنظم لقاءات مع الصحفيين والمخرجين والممثلين والمنتجين منذ عام 2010، وهي فرصة للصحفيين المهتمين بهذا الفن لتوسيع مداركم التقنية والفنية والمعرفية التي تساعدهم على بناء مقالاتهم النقدية. وأكد المتحدث أن إقحام الإعلام في عملية ترويج الأعمال السينمائية تقليد موجود في دول أخرى منذ سنوات، لكن في الجزائر يعد تقليدا جديدا، وقد خدم كثيرا موضوع النقد السينمائي وعززه بشكل أو بآخر. وتابع مطاوي مؤكدا أن تعزيز المشهد السينمائي في البلاد يحتاج كذلك لطرق أخرى، على غرار تواجد نوادي سينمائية على المستوى الوطني وضرورة عودة "سينماتيك" الجزائر إلى تقاليد السينما التي كانت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تساهم في تنظيم ندوات ونقاشات حول الأفلام بحضور المخرجين والمنتجين. وأفاد أن النقد السينمائي كذلك بحاجة إلى تواجد الأفلام بالقاعات وتوزيع الأفلام، وإلى صناعة سينمائية حقيقية. ودعا مطاوي إلى إنشاء مدرسة سينمائية تتضمن فرعا لتدريس النقد السينمائي، حيث تأسف عن غياب النقد السينمائي، وقال بأنه قليل جدا سواء في الصحافة المكتوبة بالعربية أو الفرنسية، ناهيك عن غياب حصص إذاعية وتلفزيونية خاصة بالنقد السينمائي، ما عدا حصتين أو ثلاثة على قناة "الخبر" والتلفزيون الجزائري. من جهته، كشف الصحفي نبيل حاجي، عن أن رصيد الإنتاج السينمائي في الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بلغ 26 فيلما طويلا و36 فيلما و9 أفلام قصيرة، وقال بأن هذه الهيئة تمثل الجزائر في العديد من المهرجانات، مثل "أيام الفيلم الجزائري بالأردن"، وفي "مهرجان دبي السينمائي" و«مهرجان كان السينمائي". وبخصوص النقد السينمائي، قال حاجي بأنه كان خلال سنوات السبعينات والثمانينات أحسن بكثير مقارنة بالوقت الحالي، لكثافة الإنتاج السينمائي وقتئذ، وكان هناك جمهور متتبع للمشهد السينمائي ويبحث دائما عن جديد الأفلام، وهو ما لم يعد موجود الآن، وخلفت سنوات الإرهاب فراغا كبيرا وأثرا كبيرا أسفر عن غياب الإنتاج، مما أدى إلى غياب الكتابات النقدية. وأفضى حاجي أن السينما الجزائرية انتعشت بشكل ملحوظ، ومن الغريب أن يبقى مجال النقد السينمائي على ما هو عليه، حيث اختفت الكتابات النقدية وغابت النقاشات بعد عرض الأفلام، خصوصا مع غياب فضاءات خاصة، وقال بأن أسبابا أخرى تقف وراء ذلك، منها غياب سياسية إعلامية واضحة عند المنتجين ومخرجي الأفلام، الذين لا يتقبلون في الغالب النقد الذي يأتيهم من الإعلاميين، كما أن التوزيع السينمائي غائب تماما، ماعدا منتجين أو ثلاثة يحرصون على وصول أفلامهم إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.