كشف رئيس مصلحة الاستعجالات الاجتماعية المتنقلة لمديرية النشاط الاجتماعي بوهران، بن تازي محمد، أمس، في تصريح ل”الفجر”، عن ارتفاع كبير للفئات المتشردة بشوارع الولاية التي فاق عددها 857 شخص، وأغلبها قادمة من ولايات داخلية مجاورة، بعدما تعدت نسبتهم عن أكثر من 60 بالمائة من المتشردين بشوارع عاصمة الغرب من خارج الولاية. أشار بن تازي أن هذه الولايات الداخلية من غليزان وسيدي بلعباس وتيارت وغيرها، كانت في السابق تصف بالولايات المحافظة على ترابط العائلة التي تلاشت فيها تلك الرابطة، على غرار العديد من الولايات الاخرى، وهو ما كان وراء هروب 23 فتاة إلى وهران بعدما غادروا بيوتهن العائية أعمارهن - يقول رئيس المصلحة - أقل من 20 سنة لم يجدوا أي حنان عائلي أووسيلة حوار من شأنها أن تخفف الضغط عنهن، بعدما أصبحت تلك الفتيات عرضة للضرب والتعنيف من الأب والأخ وجميع أفراد العائلة، موضحا أن أكبر عامل دفع تلك الفتيات إلى مغادرة منازلهن يتمثل في الضغوطات العائلية، إلى جانب اهتمامهن بالزواج وتحقيق أحلامهن الوردية بشوارع الولاية التي لا تسلم من الانحراف، وهو ما جعل مؤسسة النساء المعنفات بولاية مستغانم تقوم بالتكفل ب 9 فتيات، إلى جانب أن مصالح الاستعجالات الاجتماعية، بالتنسيق مع أطباء نفسانيين تمكنوا من إعادة 14 فتاة إلى عائلتها وإعادة إدماجهن مجددا، إلا أن الكثير من الأولياء يرفضون إعادة بناتهن إلى المنزل بعد هروبهن، وهو ما بات يطرح أكبر مشكل لدي الفتاة المتشردة، حيث يتم تحويلها إلى إحدى المراكز الاجتماعية المتخصصة من دار الرحمة، إلا أن الكثير منهن يرفضن البقاء في الدار باتجاه الشارع الذي لا يرحم. في ذات الشأن أكد بن تازي محمد، أن المستوى التعليمي للمتشردات بشوارع وهران لا يتعدى السنة الرابعة متوسط، مضيفا أن مصلحة الاستعجالات الاجتماعية بالولاية لها صلاحيات لإقامة الأشخاص المتشردين لديها لمدة لا تتعدى ثلاثة أيام، ليتم تحويلهم بعد ذلك إلى المراكز المتخصصة حسب كل حالة، من دار الرحمة إلى دار العجزة وغيرها، وبعدما يتم تكوين لكل حالة ملف اجتماعي خاص من قبل المختصين النفسانيين الذين يقومون بجمع المعلومات عن الحالة العائلية لكل متشرد، في الوقت الذي تم إحصاء 800 شخص من المتشردين لهم مشاكل عائلية متواجدين بالشوارع. وفي السياق ذاته، أوضح محدثنا أن هناك 434 شخص معتاد التكفل به من قبل المصلحة، إضافة إلى الرقم الجديد الذي تم إحصاؤه هذه السنة للمتشردين، والذي بلغ عددهم 857 حالة، وهو - كما يقول - ما بات يستدعي دق ناقوس الخطر بعد الارتفاع الكبير لعدد المتشردين من سنة لأخرى، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء، ما يتطلب استعدادات خاصة لتوفير وجبة ساخنة لهؤلاء المتشردين الذين ينتشرون بمواقع عديدة بشوارع وهران ويفترشون ”الكرتون” ويتركون يوميا في مواقعهم فضلات عديدة تزيد من القمامة المتناثرة، الأمر الذي بات يتطلب تكاتف جهود الجميع للتكفل بهده الفئات المتشردة وبإعادتها إلى عائلاتها التي تتخلى عنهم بمجرد مغادرتهم للبيت الكبير للعائلة خاصة العنصر النسوي، اللواتي كثيرا ما ينسقن نحو الانحراف بالشوارع.