كثفت القوات الإيطالية والفرنسية نشاطها الاستخباراتي في ليبيا، تمهيدا لتدخل عسكري، رغم نفي وزير الدفاع الفرنسي الذي يستدرج الجزائر ومصر ليكون لهما دور لاحقا في البلاد. وأكدت أمس صحيفة ”جورنالي” الإيطالية، وجود قوات نخبة إيطالية في ليبيا، وبالضبط بمدينة صبراتة، إعدادا لتدخل عسكري وشيك ضد داعش في ليبيا، وقالت الصحيفة إن الدول الأوروبية مصممة على مواجهة تمدد داعش في ليبيا، الذي أصبح خطره قائما ومتزايدا على حدودها البحرية الجنوبية، وعلى دول الجوار من المغرب العربي إلى وسط إفريقيا، خاصة في ظل تزايد نشاط الخلايا المؤيدة لداعش في تونس، ومصر، وعودة القاعدة للتحرك في شمال مالي، دون إغفال نشاط بوكو حرام في نيجيريا. وأوضحت الصحيفة أن دوائر المخابرات الغربية بما فيها الأمريكية، رفعت تقاريرها في الفترة الماضية إلى قياداتها للتحذير من تمدد التنظيم في ليبيا، وحرصه على السيطرة على السواحل الشمالية الليبية، في مؤشر على تخطيطه لنصب صواريخ يمكنها ضرب أهداف حساسة في جنوبإيطاليا. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أن تحرك داعش نحو مدينة أجدابيا الليبية، بعد رصد حركة شاحنات ثقيلة ومدرعات وعشرات المقاتلين، حسب مصادر محلية، إلى جانب قوات من شرطته الدينية، هدفه السيطرة على المدينة النفطية الهامة، ما يؤمن للتنظيم موارد مالية ضخمة تسمح له بتمويل مشاريعه، بشراء أسلحة بما فيها من تنظيم القاعدة المنافس، ومن الحركات المتمردة الكثيرة في مناطق الصحراء، فضلا عن الأجنحة المتصارعة في ليبيا، التي سيطرت على كميات ضخمة من أسلحة العقيد الراحل معمر القذافي. في المقابل، قال مسؤول عسكري ليبي إن الجيش الليبي كان على علم بقيام فرنسا بتنفيذ طلعات استطلاع جوي مؤخرا، فوق عدة مدن ليبية، لكنه نفى أن تكون فرنسا أحاطت الجيش الليبي باعتزامها شن أي هجمات جوية في القريب العاجل، ونقل عن المسؤول الذي اشترط عدم تعريفه، أن ”قيادة الجيش الليبي كانت على اطلاع مسبق بخطة فرنسا لاستطلاع مواقع تابعة لتنظيم داعش في كل من طبرق وسرت”.