يشكل دخول قرار تصدير النفط الصخري الأمريكي إلى الأسواق الخارجية صفعة للاقتصاد الجزائري الذي يعتمد على عائدات البترول، حيث سينافس صحاري الجزائري على الأسواق الخارجية باعتبارهما من النفوط الخفيفة. بقد قرار واشنطن السماح بتصدير خامات النفط الصخري، من المقرر أن تبدا شركات النفط الأمريكية بتوجيه إنتاجها من النفط الخفيف وليس الثقيل إلى الأسواق الخارجية، ويعود ذلك إلى أن النفط الصخري الأمريكي من نوعية الخام الخفيف الحلو، الذي يطلق عليه ”سويت كرود”، وهذا النوع من الخامات يقل استهلاكه في المصافي الأميركية، لأن معظمها قديم وكانت مصممة ولا تزال لاستهلاك النفط السعودي والفنزويلي والمكسيكي من نوعيات الخامات الثقيلة. وبالتالي فإن المصافي الأميركية لا تحتاجه وإنما يزيد الطلب عليه من قبل المصافي الحديثة في آسيا وأوروبا. وهذا القرار سيزيد من أزمة الجزائر خلال السنوات القادمة، إذ سينافس النفط الأمريكي بشكل مباشر مع خام برنت الخفيف، بخاصة الخامات التي تنتج في نيجيرياوالجزائر، وبالتالي ستجد هذه الدول منافسة شرسة من خامات النفط الصخري المصدرة. وحول توقعات عن مستقبل سوق النفط، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك” في تقرير حديث لها عن مستقبل البترول، أن صناعة النفط تنتظرها في العام الجديد وفي السنوات والعقود المقبلة آفاق جيدة ومبشرة، على الرغم من حالة عدم الاستقرار في السوق وضعف الأسعار، مشيرة إلى أن الصناعة ستشهد تحولات إيجابية واسعة، تتمثل بشكل أساسي في إضافة تقنيات جديدة تقود التطوير وترفع التوقعات بشأن مستقبل أفضل للصناعة. كما توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) انخفاض الطلب العالمي على نفطها في 2020 عن مستواه في العام القادم مع صمود إمدادات المعروض من المنافسين أكثر من المتوقع، بما قد يزيد الجدل بشأن جدوى استراتيجيتها الرامية للسماح بهبوط الأسعار لإخراج منافسيها من السوق. ورفعت المنظمة في تقريرها عن آفاق النفط العالمية توقعاتها للمعروض العالمي من النفط المحكم الذي يشمل النفط الصخري رغم انهيار الأسعار. ورفضت المنظمة قبل عام خفض الإمدادات للحفاظ على حصتها في السوق في مواجهة المنافسين ذوي تكلفة الإنتاج العالية. وقالت أوبك إن الطلب على نفطها سيصل إلى 30.70 مليون برميل يوميا في 2020 انخفاضا من 30.90 مليون برميل يوميا في العام المقبل. ويقل حجم الطلب المتوقع على نفط المنظمة في 2020 نحو مليون برميل يوميا عن المستوى الحالي لإنتاجها. وهبطت أسعار النفط إلى أقل من النصف في 18 شهرا وهوت إلى أدنى مستوياتها في 11 عاما عند 36.04 دولار للبرميل هذا الأسبوع. واستقبلت أسعار النفط سنة 2016 بتراجع حاد، حيث بلغ سعر خام مزيج برنت 37.38 دولار للبرميل، وبلغ سعر الخام الأمريكي 37.04 فى تعاملات اليوم السبت. وذكرت تقارير إعلامية عالمية أول أمس، أن معدل انخفاض أسعار خام برنت 30٪ والخام الأمريكي هبط بمعدل 46٪، نتيجة المعروض وكثرة إمدادات النفط خلال عام 2014 و2015.