* مسؤول مغربي: ”إغلاق الحدود ما زال يعرقل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين” استحوذت الجزائر على أزيد من 98 بالمائة من إجمالي واردات المغرب من مواد البترول الخام، والمشتقات النفطية، والطاقة الكهربائية، خلال التسعة أشهر الأولى من 2015، حيث بلغت قرابة 572 مليون دولار من أصل 600 مليون دولار. وسجلت فاتورة المواد الطاقوية المغربية المستوردة من الجزائر تراجعا مقارنة بنفس الفترة من سنة 2014 التي بلغت مقابل 1.8 مليار دولار 2014، وما يناهز 1.43 مليار دولار مليار درهم في 2013، ورغم هذا التراجع، إلاّ أن الجزائر لا تزال أهم مصدر للمحروقات في المغرب. وانخفضت الواردات المغربية من الطاقية الكهربائية الجزائرية إلى 127.5 مليون درهم مغربي خلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضي، مقابل 285 مليون درهم مغربي سنة 2014. كما سجلت الواردات المغربية من النفط الخام الجزائري تراجعا لافتا في الشهور التسعة الأولى، إذ استقرت في مستوى 5.44 مليار درهم مغربي، مقابل 10.51 مليار درهم في 2014، و10.31 مليار درهم في 2013. وأكد المدير العام للجمعية المغربية للمصدرين، منير فرام، في تصريح للجريدة الإلكترونية المغربية ”هسبريس” أن هذا التراجع في الواردات المغربية من الجزائر أمر طبيعي، ويرتبط بالانخفاض الكبير في الأسعار العالمية للنفط الخام، مضيفا أنّ ”النفط الخام يمثل ما يناهز 98 في المائة من إجمالي الواردات المغربية من هذا البلد الجار، ومن الطبيعي أن نلمس تراجعا إجماليا في هذه المبادلات، في ظل التراجع الكبير للفاتورة البترولية للمغرب”. وأضاف المدير العام للجمعية المغربية للمصدرين، في التصريح ذاته: ”بشكل عام فإن التراجع القياسي للنفط في الأسواق العالمية كان له تأثير إيجابي على الميزان التجاري لصالح المغرب، لكن ما زلنا نسجل ضعفا كبيرا في حجم الصادرات المغربية نحو الجزائر، رغم وجود رغبة حقيقية بين رجال الأعمال المغاربة والجزائريين من أجل رفع مستوى هذه المبادلات”. وبخصوص تراجع اسعر النفط، كشف التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك”، أنّ معدل أسعار خام الصحاري الجزائري بلغ في عام 2015، 52.79 دولار للبرميل متراجعا ب47٪ على أساس. وأوضحت بيانات المنظمة أن المعدل السنوي لأسعار خام الصحاري تراجع من 99.68 دولار للبرميل في 2014 إلى 52.79 دولار في 2015 التي شهدت بلوغ الأسعار أدنى مستوياتها في السوق العالمي منذ 12 سنة بفعل وفرة المعروض. وواصل سعر الخام الجزائري تقهقره في ديسمبر حيث بلغ 38.59 دولار للبرميل مقابل 45.30 دولار في نوفمبر أي بانخفاض شهري قدره 6.71 دولار. ويأتي هذا التراجع توازيا مع الهبوط العام لأسعار النفط والذي أرجعته منظمة ”أوبك” إلى استمرار تخمة العرض في الأسواق العالمية إلى جانب تداعيات تباطؤ الاقتصاد الصيني. وأضافت في تقريرها أن السوق النفطي تأثر أيضا بارتفاع قيمة الدولار في سوق العملات وكذا ضعف الطلب الموسمي في ديسمبر بالنظر للعوامل المناخية. وبخصوص حجم الإنتاج النفطي أشار التقرير إلى أن الجزائر انتجت في ديسمبر 1.185 مليون برميل يوميا استنادا إلى بيانات رسمية جزائرية. وبلغ بالتالي معدل الإنتاج الجزائري في 2015 ما يقارب 1.156 مليون برميل يوميا بتراجع طفيف قدره 4 آلاف برميل يوميا عن العام الذي سبقه، حسب بيانات ”أوبك”. وحول مسألة غلق الحدود بين الجزائر والمغرب، قال فرام ”إغلاق الحدود ما زال يعرقل تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، ويحول دون تنميتها وتعزيزها، لما فيه الصالح الاقتصادي للطرفين”. وتجدر الاشارة إلى أنّ إجمالي المبادلات التجارية بين البلدين بلغ ما يناهز 745 مليون دولار خلال الشهور التسعة الأولى من العام المنصرم، مقابل 1.3 مليار دولار تقريبا في 2014، و1.26 مليارات دولار في 2013.