حذّر رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، جميع المسيرين في الجزائر من مهبة الدفاع عن الرياضيين الذين يثبت تعاطيهم المنشطات أو المخدرات، على غرار ما حدث مع من تضامن مع اللاعبين بلايلي ومرزوقي ثنائي اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، مؤكدا أن اللجنة الأولمبية الدولية ستعاقب بالإيقاف مدى الحياة كل من يدافع عن متعاطي الممنوعات. أوضح مصطفى في حوار مع جريدة ”الفجر”، على هامش الملتقى الدراسي المنعقد حاليا بفندق الهيلتون بالعاصمة، حول الطب الرياضي، بأن التوعية تبقى ضرورية من أجل مجابهة استفحال ظاهرة تعاطي المنشطات، مشددا أن الاتحادات ستتعامل بحزم مع القضية، ولن تتهاون في تطبيق العقوبات المقررة بإيقاف أي رياضي متورط لمدة أربعة سنوات كاملة. وتحدث رئيس اللجنة الأولمبية مع ”الفجر” عن العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام الرياضي في الجزائري، على غرار المشاركة المخيبة لمنتخبنا الوطني لكرة اليد في كأس إفريقيا، الأخيرة بمصر، وفشله في بلوغ نهائيات كأس العالم القادمة بفرنسا، والقانون الجديد للرياضة، الذي دفع بالأندية بالتلويح للإضراب وإيقاف النشاط الرياضي بالوطن، وواقع الاتحادات الرياضية الوطنية. لقد برمجتم ملتقى دراسي حول الطب الرياضي، وهو الملتقى الذي يأتي في فترة تتميز باكتشاف بعض حالات تعاطي المنشطات في الجزائر، ما هي فائدة مثل هاته الملتقيات للتصدي لظاهرة تعاطي المنشطات، وما هي الحلول التي وفرتها اللجنة الأولمبية الوطنية؟ الملتقى يجمع خيرة الخبراء المختصين في الطب الرياضي من الكفاءات الجزائرية والأجنبية، حيث يقدمون خبراتهم لممثلي الاتحادات الوطنية، أنا سعيد لأن تسعين بالمائة من الاتحادات سجلت حضورها من أجل الاستفادة من الملتقى، وهو دليل على أن الاتحادات تعي جيدا أهمية الطب الرياضي، أما بخصوص دور اللجنة الأولمبية، فنحن نسعى للتنسيق والتأطير، وتنظيم مثل هات الملتقيات يعتبر تطبيق لتعليمات اللجنة الأولمبية الدولية. ظاهرة تعاطي المنشطات بالجزائر بدأت تتسع، وتأخذ أبعادا خطيرة، من المسؤول الأول عن ذلك، خاصة وأن الرياضيين يتعاطون المواد دون علمهم بأنها ممنوعة، هل يمكن لوم المسؤولين أو الأطباء، بدلا عن اللاعبين؟ القانون لا يحمي المغفلين، على اللاعب معرفة ما يتناوله، من أجل تفادي الوقوع في فخ المنشطات، المسؤولية مشتركة، لكن في الأخير الرياضي مسؤول عن نفسه، ويعاقب في حال تأكد تعاطيه مواد ممنوعة، اللجنة الأولمبية الدولية قد حددت الايقاف لأربعة سنوات كعقوبة لكل من يثبت تعاطيه المنشطات بغض النظر عن الظروف، لا يجب التهاون في تطبيق القانون، والاتحادات الجزائرية ملتزمة بالقوانين الدولية، وتعاقب أي رياضي متورط مهما كان اسمه. لكن هناك بعض الأطراف ترفض تحميل اللاعبين المسؤولية، على غرار ما حدث مع لاعب مولودية الجزائر خير الدين مرزوقي، حيث يرون أن اللاعب لا ذنب له فيما حصل، ألا تشاطرنا الرأي؟ من هذا المنبر أدعو الجميع إلى عدم الدفاع عن الغشاشين ومن يتعاطى المنشطات والمخدرات، لأن هذا غير مقبول، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الدفاع عن رياضي يتعاطى المنشطات، ولوائح اللجنة الأولمبية الدولية تعاقب كل مسؤول رياضي يدافع عن متعاطي المنشطات بالإقصاء مدى الحياة من مزاولة النشاطات الرياضية، وأحذر المسيرين الذين يدافعون عن متعاطي المنشطات أن اللجنة الأولمبية الوطنية ستشرع في معاقبة كل من يدافع عن متعاطي المنشطات. بعيدا عن فضائح المنشطات، الجزائر تستعد من أجل المشاركة بوفد كبير في الألعاب الأولمبية المرتقبة بمدينة ”ريو دي جانيرو”، وقد برز مؤخرا وباء ”زيكا”، هل من الممكن القول أن هذا الوباء الخطير قد يهدد الرياضيين الجزائريين المشاركين بريو؟ ليس هناك أي مخاطر من فيروس زيكا، خاصة وأن السلطات البرازيلية تتعامل بايجابية مع الوباء من أجل القضاء عليه، كما أنه لا يشكل خطرا على دورة الألعاب الأولمبية المنتظرة بمدينة ”ريو دي جانيرو”، وبالتالي فإن الأمور ستسير بصورة طبيعية الصيف المقبل. هل ستصطحبون معكم فريقا طبيا خاصا لمواجهة أي تهديدات تطال صحة الرياضيين الجزائريين ب”ريو”؟ نعم، هناك أطباء وخبراء جزائريين سيسافرون مع البعثة الجزائرية إلى مدينة ريو دي جانيرو، وستكون الأمور عادية، وتندرج ضمن أي مشاركة جزائرية في تظاهرة رياضية. وكيف هي الاستعدادات التي تقوم بها اللجنة الأولمبية استعداد للألعاب الأولمبية المرتقبة بمدينة ”ريو دي جانيرو” البرازيلية، خاصة وأن الجزائر ستشارك بأكبر وفد لها في دورة الألعاب الأولمبية، بعد نجاح عدة أسماء في مختلف الرياضات في التأهل إلى العرس الرياضي الكبير؟ التحضيرات تسير بصورة طبيعية وجيدة، نسعى من أجل التنسيق مع مختلف الاتحادات الأولمبية، وضمان التحضير اللازم للرياضيين الذين سيمثلون الراية الوطنية بدورة ”ريو دي جانيرو”، وذلك قصد ضمان مشاركة مشرفة، كما أريد أن أشكر السلطات العليا في البلاد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة على الدعم المتواصل للرياضيين الجزائريين، من أجل تحفيزهم على بذل أفضل ما لديهم خلال الألعاب الأولمبية القادمة. الرياضة الجزائرية تواجه عدة تحديات في الفترة الراهنة، هناك تذمر من القانون الجديد الذي يجرم منح الأجور والمكافآت المالية للاعبين الهواة، حتى أن أندية كرة اليد، السلة والطائرة هددت بإيقاف البطولة، والوزارة بدورها قامت بتجميد القانون إلى حين، كيف سيكون مستقبل الرياضة في حال رفع هذا التجميد؟ وزير الشباب والرياضة استمع لانشغالاتنا، وأنا أضم صوتي إلى صوت أندية الرياضات الجماعية، لأنه لا يمكن أن لا يتقاضى اللاعبون أجورهم وهم يلتزمون بالتدريبات يوميا مع فرقهم، حيث لا يملكون أي عمل عدى الرياضة التي يزاولونها والبعض يعيل عائلته بها، الوزارة استجابت لطلبات الأندية، ولن يتم تطبيق القانون. من الاتحاديات التي تعاني في الفترة الأخيرة، نجد اتحادية كرة اليد، حيث برزت مطالب بضرورة استقالة جماعية للمكتب المسير لاتحادية كرة اليد، ألا تضم صوتك لهاته المطالب، خاصة وأن المنتخب الوطني فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم القادمة بفرنسا؟ اتحادية كرة اليد تقوم بعمل كبير، ولا يجب الاستماع للمنتقدين والحاقدين، لأن الاتحادية نجحت في إعادة الأمور إلى نصابها والبطولة تسير بشكل طبيعي كل أسبوع، وعلى مختلف الأصناف، كما أننا نملك منتخبا شابا، ويجب الوقوف إلى جانبه. بدل الانتقاد من أجل الانتقاد لأن ذلك لا يليق. من تقصد تحديدا؟ أتحدث على وجه الخصوص عن المدربين والتقنيين الذين يعتبرون أنفسهم خبراء في كرة اليد الوطنية، بينما عملهم فقط الانتقاد وتدمير المواهب، وأتحدى هؤلاء أن يساهموا في منحنا لاعبا يليق بالمنتخب الوطني، عيب أن يشتموا المنتخب ويسبوا اللاعبين وكأس إفريقيا لم تكن قد انطلقت بعد، وأنا أدعم هذا المنتخب، وأتوقع عودته مستقبلا. لكن المنتخب الوطني لكرة اليد خيب الآمال في بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة بمصر، وفشل حتى في الفوز على منتخب أنغولا في اللقاء الترتيبي المؤهل إلى كأس العالم، وهو الأمر الذي يدفع لانتقاد هذا المنتخب الذي عجز عن تحقيق تأهل اعتادت الجزائر على تحقيقه منذ سنوات ألا تشاطرنا الرأي؟ المنتخب الوطني لكرة اليد حاول إنهاء بطولة كأس أمم إفريقيا ضمن ثلاثي المقدمة، وهو الهدف الذي كانت قد سطرته الاتحادية الوطنية لكرة اليد، غير أن الأمر لم يتحقق، وقد بذل اللاعبون أقصى ما لديهم من أجل تشريف كرة اليد الجزائرية، وضمان التأهل إلى المونديال على أقل تقدير، لكن ذلك لم يحدث، بسبب عدة عوامل، والجميع يعرف ماذا يحصل في كرة اليد منذ سنوات، لكن لا يجب دفن هذا المنتخب، وعلى الجميع دعمه، لأن الرياضة ربح وخسارة، والفشل في بطولة إفريقية ليس بالضرورة كارثة، بل يجب مواصلة العمل من أجل الظهور بصورة أفضل مستقبلا وعلينا التأكيد على أمر مهم هنا. تفضل، ما هو؟ أنا جد متأسف لتصريحات بعض المسيرين الجزائريين في كرة اليد مؤخرا، حيث انتقدوا المنتخب الوطني قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا، وقللوا من مستوى اللاعبين، والبعض شتم اللاعبين والاتحادية، وسعى جاهدا من أجل تهديم هذا المنتخب الشاب، لا أدري لماذا يريد هؤلاء بقاء مشاكل كرة اليد، وهم اليوم سعيدون لا لشيء إلا لأن المنتخب الوطني فشل في الكان ولم ينجح في تحقيق التأهل إلى كأس العالم، وأدعوا هؤلاء إلى تشجيع بلد آخر إذا كانوا لا يحبون الجزائر، لأن كل غيور على وطنه كان سيدعم المنتخب بغض النظر عن الأسماء، ومشاكله مع الاتحادية. ألا تعتقد أن الاتحادية الوطنية لكرة اليد بقيادة سعيد بوعمرة مسؤولة عن مشاكل كرة اليد؟ الاتحادية الوطنية تقوم بعمل كبير، وعملها لا يقتصر على المنتخب، حيث سعت جاهدة من أجل ضمان عودة البطولة الوطنية بعد توقف طويل بسبب الخلافات، وهي الآن تسعى من أجل بناء منتخب وطني قادر على تشريف الجزائر، ورغم الإخفاق المسجل في كأس إفريقيا الأخيرة إلا أننا لا زلنا نثق في قدرة الاتحادية على تحسين الأمور، وتقديم تشكيلة وطنية قادرة على إعادة هيبة كرة اليد الجزائرية مستقبلا.