أكد المستشار لدى وزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، جاهزية بلاده لخوض حرب برية ضد تنظيم داعش في سوريا. وقال عسيري لصحيفة ”الشرق الأوسط” إن الرياض أعلنت رغبتها المشاركة في أي عمليات برية قد يقرّرها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش في سوريا لهزم التنظيم الإرهابي، وهي في كامل جاهزيتها لتكريس ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التأكيد السعودي جاء عشية انعقاد مؤتمر وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب المقرر عقده في بروكسل أمس. وكشف عسيري أن السعودية ستجري تمرين ”رعد الشمال”، وهو تمرين عسكري كبير، بمشاركة 21 دولة عربية وإسلامية، وأنه كان مبرمجا منذ فترة. ويهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل المعلومات والعمل بالتنسيق بين الدول المشاركة في التمرين، والاستفادة من خبرات الدول المشاركة، وستكون هناك مراكز قيادة عسكرية مشتركة. وقال عسيري: ”عندما تشعر الدول المشاركة أن هناك عملا منسقا ومترابطا، ستكون نتائج التمرين إيجابية”، وتابع ”لدينا نماذج على الواقع من التحالف العربي الذي تقوده الرياض في اليمن، حيث تسير عملياته بشكل ممتاز وبإيجابية. وتجارب سابقة خلال تحرير الكويت في 1990 حيث استضافت المملكة على أراضيها 33 دولة، كما سبق للمملكة أن أجرت تمرين ”سيف عبد الله”، وكان بحجم وقوّة ”رعد الشمال”. ويذكر أنّ الرياض أعلنت قبل أيام استعدادها للمشاركة بقوات برية لمكافحة تنظيم داعش في سوريا، في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة هذا التنظيم. ومن جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تصريح صحفي عقب لقائه نظيره الأمريكي جون كيري، أول أمس، بواشنطن، عزم بلاده على حل أزمات المنطقة بالتعاون مع حلفائها، مؤكدا على أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة، وأن إيجاد حلول لها هو في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل المنطقة والعالم. وقال الجبير إن زيارته للولايات المتحدة تشكل جزء من تواصل المشاورات وتنسيق المواقف لحماية مصالح المملكة في المنطقة والعالم، مضيفا: ”لدينا دور مهم جدا في الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وحل مشاكلها”، وتابع القول: ”نحن عازمون على العمل مع حلفائنا في الولاياتالمتحدة وحلفائنا في جميع أنحاء العالم لتحقيق ذلك، سواء كان ذلك في الحرب ضد الإرهاب، أو تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، أو في محاولة بدء انتقال سياسي في سوريا وتطبيق القرار 2254، أو إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك عودة الاستقرار إلى اليمن”. ومن جانبه، أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجهود المملكة في مساعدة قوات التحالف الذي تقوده واشنطن لمحاربة داعش، وإعلانها الاستعداد للمشاركة في أي عمليات ضمن التحالف في سوريا. وقال كيري أنه بحث مع الجبير مواصلة جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط. وإنهاء الصراع الدائر في اليمن، ومأساة الفلسطينيين.