ستنظر اليوم الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة في ملف ستة متابعين بتزوير حوالات الحج لسنتي 2011 و2012، التي فاقت قيمتها المليار سنتيم. وسبق أن أدانتهم بأحكام متفاوتة بالمحكمة الابتدائية بعبان رمضان عن تهم الإهمال الواضح المؤدي إلى اختلاس أموال عمومية وضعت تحت يده بحكم الوظيفة، النصب، التزوير في محررات مصرفية واستعمالها وخيانة الأمانة. وتتلخص وقائع الملف حسب مجريات المحاكمة الأولى في تلقي مصالح المديرية العامة لبريد الجزائر لمراسلة من طرف بنك الجزائر في شهر جويلية 2012 حول عدم تحصيل قيمة 54 حوالة بريدية، خاصة لموسمي الحج، سبعة منها متعلقة بسنة 2011 بقيمة 1.1840.000.00 دينار وسبعة وأربعون أخرى لسنة 2012 بقيمة 10.387.000.00 دينار، وبلغت قيمتها الإجمالية 11.927.000.00 والتي تم تحويلها من طرف مكتب بريد عمارة رشيد إلى الحساب الخاص للبنك المخصص لعملية الحج، وبفتح تحقيق إداري بإحصاء الأختام الدائرية التي يحوز عليها المكتب والتي بلغ عددها 11 ختما، وبأخد عينة من عناوين الأشخاص المدونة أسماؤهم على نسخ الحوالات تبين أنها مزورة، فتم إيداع شكوى بتاريخ 30 ديسمبر 2012 من طرف البريد، فحاول الموظفون الذين كانوا يستعملون هذه الأختام نفي مسؤوليتهم عن الجرم المتابعين به. وبإجراء خبرة مضاهاة الخطوط على الحوالات موضوع الشكوى تبين أن الكتابة المدونة فيها تشابه مع عينات خط المدعو ”ع.ع” بصفته موظف ببريد مكتب عمارة رشيد. وكشف ”ب. رشيد” القابض بمكتب بريد عمارة رشيد عند الضبطية القضائية بأنه بعد تنصيبه على رأس المكتب بالنيابة بتاريخ 20 ماي 2012 ظهرت قضية الحوالات، حيث قام بتحرير عرض حال، مضيفا أن ”بن مخلوف. ع”، طبيب جراح، بمستشفى مصطفى باشا، تقدم إلى المكتب وقام خلال شهر جويلية 2012 بدفع مبلغ من المال بخصوص حوالات الحج بعد إشعار المديرية الجهوية بالبريد المركزي بذلك التي سمحت له بدفع مبلغ 3.000.000.00 دينار كدفعة أولى و3.500.000.00 دينار في الثانية. وأوضح ”ب. ج” أنه أشرف على تسيير مركز بريد عمارة رشيد بين شهر أفريل 2010 و22 ماي 2012 حيث كانت تستعمل في هذا المكتب أختام منها ثلاثة مؤرخة فقط أما الثمانية الباقية وضعها في الخزانة المصفحة بمكتبه ولم يتم استعمالها إلا بعد تحويله من المكتب، موضحا أن الأختام الثلاثة كانت تستخدم في المصالح واحدا خاصا بالصندوق والثاني بمكتب دفع الحوالات والثالث بمكتب المحاسبة، مؤكدا أنه خلال الفترة الممتدة بين 18 أكتوبر 2010 إلى 4 جانفي 2011 كان غائبا عن العمل بسبب تعرضه لأزمة صحية وخضوعه لعملية جراحية وسلم مفاتيح الخزانة التي كانت بها الأختام للقابض الذي استخلفه ”ق. ف”.