سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باريس تعتمد سياسة "ليّ الذراع" مع الجزائر للحصول على مكاسب عشية الإنزال الوزاري إعلامها شن حملات "مغرضة" والأفالان استنكرها واعتبر أن تسريبات "بنما" غير بريئة
يسبق الإنزال الفرنسي رفيع المستوى إلى الجزائر السبت المقبل، ”مسعى مواز” تقوده وسائل إعلام فرنسية، من خلال تسريبات ”بنما”، وورود اسم وزير الصناعة والمناجم في القائمة، في محاولة ترى جهات أنها تستهدف كسب مواقف من قضايا إقليمية معينة والفوز بصفقات اقتصادية لا تحبذ أن تعود للجانب الصيني أو الأمريكي. يحل بعد غد، رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في زيارة للجزائر، مرفوقا بوفد يضم 10 وزراء، تستمر يومين، حيث من المتوقع أن تشهد التوقيع على عدد من الاتفاقات الاقتصادية، فضلا عن بحث الملفات الخاصة بالتعاون لمكافحة الإرهاب والأمن في المنطقة، لا سيما الأوضاع في مالي وليبيا. وسبق الزيارة في الجانب الآخر من فرنسا، ترويج ”بروباغندا” ل”استثنائية الزيارة”، لأنها تأتي في سياق ورود اسم الوزير الصناعة بتسريبات ”بنما”، رغم نفي شركة الدراسات والاستشارات بلوكسمبورغ، أنها كلفت للعمل لصالح عبد السلام بوشوارب، وأن الشركة الكائنة بلوكسمبورغ كانت وراء إنشاء شركة ”روايال أريفال كوربوريشن”، وأن تأسيس الشركة تم بكل شفافية، وأن كل المعلومات تم الإشهار بها بما في ذلك المنصب الحالي للوزير. كما تم نشر صورة الرئيس بوتفليقة، بصحيفة لوموند، رغم عدم وجود اسمه، وهو ما كشف أن الأمر يتعلق بحملة تستهدف الجزائر، فيما اكتفت الصحيفة الفرنسية بوضع توضيح يقول إنه أسيء فهمه، واسم الرئيس لم يرد في الوثائق المسربة. ورغم ما أثير من غضب لدى السلطات الجزائرية التي احتجت بشدة على القضية، إلا أن باريس حاولت التقليل من وطأة انعكاساتها على زيارة فالس، حيث نقلت أمس ”لوفيغارو” عن بيان لرئاسة الوزراء، مواصلة الحفاظ على روح العلاقات بين البلدين، وقالت إن ”التسريبات الإعلامية في سياق أوراق بنما، فيما يتعلق بورود الشخصيات الجزائرية التي وردت، لا يتطلب أي تعليق من السلطات الفرنسية، ولا تهم السلطات الفرنسية”. وأضاف المصدر الفرنسي أن ”رئيس الوزراء يسافر إلى الجزائر على رأس وفد وزاري كبير، و”أوراق بنما” لا تأثير لها على العلاقة بين فرنساوالجزائر، التي تحمل بعدا استراتيجيا، بل ينبغي أن تكون أقوى عندما يواجه بلدينا خطر الإرهاب الإقليمي والأزمات التي تؤثر على أمنهم”، لكن استدركت الصحيفة أن ما يهم هو العمل مع الجميع لمكافحة التهرب من دفع الضرائب، وهذه المهمة تتطلب تعبئة جميع الدول دبلوماسيا. ومن المقرر أن يرأس رئيسا وزراء البلدين في 10 أفريل اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة رفيعة المستوى، والتي انعقدت من قبل في 2013 و2014. وتركض باريس في اتجاه استعادة مكانتها كمورد رئيسي بدل الصين، ومع الاهتمام الأمريكي اللافت بالسوق الجزائرية، حيث يرتقب أن يزور كاتب الدولة للشؤون الخارجية الأمريكي، جون كيري، الجزائر، قريبا على رأس وفد هام من المسؤولين ورجال الأعمال الأمريكيين. وفي ذات السياق، أحزاب الموالاة تفضل الفصل بين وسائل الإعلام الفرنسية والسلطات الرسمية في البلاد، وفي هذا الصدد استنكر المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، في تصريح ل”الفجر” بشدة، الاسلوب وطريقة تعاطي الاعلام الفرنسي مع اطارات الدولة، محذرا ”الإعلام الفرنسي من هذا الأسلوب الذي يعمل على تشويه صورة الجزائر، وخصوصا لما يتعلق بتسريبات غير بريئة”، وتابع أن فرنسا تحترم حقوق الإنسان وهم يعرفون أن كل شخص بريء حتى تثبت إدانته، مرجحا أن يكون وراء الترسيبات علاقة بأجندات والتشويش على العلاقات بين البلدين التي أعاد رونقها الرئيس بوتفليقة، وفق تعبيره، مشيرا في هذا الخصوص إلى وجود حساسيات بين البلدين، فالرأي العام الجزائري هش بخصوص كل ما يصدر من فرنسا. وبغض النظر عن أجندة الزيارة، قال خلدون إنه ”نتكلم نظريا على مستوى العلاقات، ونترك الجانب التقني للحكومة الجزائرية التي ستكون قائمة على المصالح المشتركة دون اجحاف في مصالحنا الاستراتيجية”، كما يضيف.