أرجع رئيس الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده مصطفى زبدي، ارتفاع نسبة السكري في الجزائر إلى السموم الغذائية التي غزت موائدنا، وكذا العادات الغذائية السيئة التي اكتسبها الجزائري من ثقافات غربية، حيث ربط هؤلاء بين مسببات السمنة وارتفاع نسية السكر في الدم، والتي باتت تهدد الأطفال بنسب مخيفة. أكد مصطفى زبدي رئيس الجمعية الجزائري لحماية المستهلك وإرشاده، أن الأرقام الرسمية بخصوص مرضى السكري في الجزائر خاطئة ولا أساس لها من الصحة، منوها أنها تصل إلى 6 ملايين مصاب، مشيرا إلى أن ثلث المرضى في الجزائر ليست لديهم دراية بكونهم مصابين بالسكري، حيث تضاعف عدد المصابين بالسكري في الجزائر ب5 مرات منذ سنة 1993، بينهم مليون مريض يعتمد اعتمادا كليا على الأنسولين، هذا الأخير الذي تصنع الجزائر منه 25 بالمائة فقط من متطلبات المرضى، في حين تستورد 75 بالمائة منه من الخارج. وفي حديثه عن مسببات مرض السكري أكد مصطفى زبدي أنها لا تختلف كثيرا عن تلك التي تسبب البدانة والسمنة المفرطة، حيث ذكر القلق والنظام الغذائي، في حين اعتبر أن المشروبات الغازية والعصائر هي من أكثر المواد الضارة التي تخلق الكثير من المشاكل الصحية. وراح محدثنا يتحدث بإسهاب في هذه النقطة، حيث اعتبر أن استهلاك الفرد الجزائري لهذه المشروبات والذي يصل إلى 26 لتر في السنة، أمر جد خطير، وهو ما أرجعه إلى غلاء سعر الفاكهة التي تعوض بطريقة أخرى باستهلاك هذه ”السموم”. وفي السياق ذاته أكد زبدي أن جمعية حماية المستهلك ليس لديها أي مشكل مع غلاء أسعار العصائر، مؤكدا أنه لن يتدخل إطلاقا إذا تم رفع أسعارها بسبب الاستهلاك اللاعقلاني الذي يتسبب في تدمير صحة المواطن، حيث اعتبر أن سوء ظروف التصنيع من نظافة ومعدات وسلسلة إنتاج ليست فقط من الأسباب، بل أشار إلى نسبة السكر المضاف المرتفعة جدا التي تخرج عن الإطار القانوني والمتعارف عليه دوليا، حيث أشار إلى أن اقتراح الجمعية بإشهار مجاني للمتعاملين الذين ينقصون من نسبة السكر في المنتجات لم يلق أي استجابة، حيث يصر كل منتجي العصائر والمشروبات الغازية في الجزائر على خرق الشروط، وهو ما جعل محدثنا يركز على إظهار نسبة السكر الحقيقية على الغلاف، والتي تجعل المواطن مخيرا في تصرفاته. وفي سياق متصل، يضيف مصطفى زبدي أن دعم الدولة للسكر هو دعم غير مباشر لمرض السكري، مشيرا إلى أن الخبز لا يحتوي على سكر مضاف غير أن هذه المادة موجودة أصلا في الخبز، وهو ما اعتبره خطرا في حد ذاته. وفي السياق ذاته دعا البروفسور بولبينة، المؤسس للفيدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري، إلى إنقاص حجم الخبزة عوضا عن إجبار المستهلك على الابتعاد عنه مطلقا، وهو الأمر الذي يعتبر مستحيلا. كما ركز محدثنا على الغموض وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للقهوة المسوقة الجزائر، حيث ينصح محدثنا باستهلاك البن على الطريقة التقليدية ورحيه لتفادي أخطار ومضاعفات صحية لا يحمد عقباها، حيث أشار إلى أن وزارة التجارة بالتعاون مع جمعية حماية المستهلك قد قامت بتحاليل مخبرية على أنواع مختلفة من القهوة التي تنتظر نتائجها للفصل في هذه المخاطر، والتي وإن لم تصل إلى التسبب في مرض السكري، فإنها دون أدنى شك مواد مسرطنة لا محالة، وذلك لاستعمال المتعاملين لمواد دخيلة لتحسين ذوق القهوة لإنقاص تكلفتها، وهو الأمر الخطير الذي يهدد صحة المواطن الجزائري.