كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" البروفسور مصطفى خياطي ل"الشروق" أن المشروبات الغازية والعصائر وراء انتشار السكري في الجزائر، خاصة لدى الشباب والأطفال، بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر المركز التي تقدر ب150 غرام في اللتر الواحد، ما يتسبب بأضرار جسيمة بصحة المستهلك، وفي مقدمتها خلل في وظيفة البنكرياس والكلى ما ينجر عنه الإصابة بداء السكر والعجز الكلوي، وأضاف أن العديد من مؤسسات صناعة المشروبات في الجزائر تخفي النسبة الحقيقية للسكر في منتوجها ما يعتبر خرقا للقانون وخطراً على الصحة العمومية. راسلت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" التي ينضوي تحت لوائها عددٌ كبير من الأطباء والمختصين وزارة التجارة من أجل سن قانون جديد يُلزم مؤسسات صناعة المشروبات الغازية والعصائر بتخفيض نسبة السكر في منتجاتها من 150 غرام إلى 80 غراماً، مثلما حدث في العديد من الدول الأوروبية التي تحترم شعوبها، وهذا بعد دراسة ميدانية أثبتت ارتفاع نسبة السكر في جميع المشروبات التي يتناولها الجزائريون، ما تسبب في تفشي السكري بشكل غير مسبوق. وفي هذا الصدد أكد البروفسور مصطفى خياطي، مختص في طب الأطفال، أن المشروبات الغازية والعصائر بتركيبتها الحالية تمثل خطراً على الصحة العمومية باحتوائها على كميات عالية من السكر المركز الذي يعمل على تدمير وإضعاف العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، ومع إقبال الأطفال والشباب على الاستهلاك الكبير وغير العقلاني لهذه المشروبات، فقد سجل الأطباء ارتفاع الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى المراهقين والشباب مابين 16 و30 سنة وهو المرض الذي يظهر عادة عند المسنين، ومع تفشي هذا الداء الذي يلازم قرابة أربعة ملايين جزائري، قال خياطي إن عددا كبيرا من الأطباء والمختصين نظموا يوما دراسيا بحضور وزير التجارة للحديث أن أضرار ارتفاع نسبة السكر في المشروبات الغازية والعصائر والتي تكلف الدولة أموالا ضخمة بسبب تفشي أمراض السكري والعجز الكلوي، حيث تكلف عملية تصفية الدم لعاجزي الكلى سبعة ملايين سنتيم شهريا للفرد الواحد، وأكد المتحدث أن الأطباء طالبوا الوزير بتخفيض نسبة السكر في هذه المشروبات من 150 إلى 80 غراماً في اللتر الواحد حفاظا على صحة وحياة الجزائريين.
.. وتتسبّب في انتشار السمنة من جهته، أكد الأمين العام للفيدرالية الجزائرية للمستهلكين الدكتور مصطفى زبدي أن دراسة جديدة قامت بها الفيدرالية تثبت الانتشار المتزايد لمرض السمنة في الوسط المدرسي بسبب الإقبال الكبير للتلاميذ على استهلاك المشروبات الغازية والعصائر، وهذا ما دفع جمعيات المستهلكين إلى القيام بحملة وطنية للمطالبة بتخفيض نسبة السكر في هذه المشروبات، وذلك بالاتصال بالوزارات المعنية على غرار وزارتي الصحة والتجارة، والاتصال أيضا بالجمعية الجزائرية للمشروبات حيث أبدى بعض المصنِّعين رغبة في تخفيض نسبة السكر، وكشف المتحدث أن الجزائريين يميلون إلى استهلاك المشروبات الحلوة ما دفع بعض المؤسسات إلى زيادة نسبة السكر، وهذا ما ينجر عنه أخطار مضاعفة على الصحة، وانتقد المتحدث بعض المؤسسات التي تدّعي تسويق مشروبات غازية لا تتسبب في زيادة الوزن، مؤكدا أن هذه المؤسسات تعتمد على الإشهار المضلل والكاذب، والأخطر من ذلك أنها تعوض السكر العادي بالسكر الكيميائي باستعمال مادة "سبارتام" التي تعتبر من أكثر المواد المسبِّبة للسرطان والأمراض المعدية، وطالب الدكتور زبدي بضرورة تدخل عاجل من طرف وزارة الصحة لوضع حد لتلاعب هذه المؤسسات بصحة الجزائريين، وأضاف أن فيدرالية المستهلكين أبدت استعدادها للقيام بإشهار مجاني بالنسبة لكل مؤسسة تخفض نسبة السكر في منتجاتها.
كوب من "القازوز" الجزائري يحتوي على 12 حبة سكر أما رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر السيد فيصل أحدّة فأكد ل"الشروق" أن المشروبات الغازية والعصائر التي تصنَّع في الجزائر بعيدة كل البعد عن المقاييس الدولية، وهي سبب انتشار الكثير من الأمراض، في مقدمتها السكري والسرطان والعجز الكلوي، وأضاف أن دراسة ميدانية حديثة أثبتت أن كوباً من مشروب "كوكا كولا" يحتوي على 07 حبات سكر وهذا ما دفع العديد من الجمعيات الصحية في البلدان المتقدمة إلى المطالبة بحظر هذا المشروب على الأطفال والمسنين والمرضى، أما في الجزائر فالمشروبات الغازية تحتوي على أزيد من 12 حبة سكر في الكوب الواحد وهذا ما يجعلها مشروبات مدمِّرة للمعدة والبنكرياس، ومن أكثر مسببات هشاشة العظام، وقال السيد أحدّة إن المعايير الدولية تحدد ما نسبته بين 70 و80 غراماً من السكر في اللتر الواحد من المشروبات الغازية والعصائر، أما في الجزائر فالنسبة المستعملة تتعدى 150 غرام وسط غياب تام للرقابة ما يجعل هذه المشروبات من أكثر مسببات الأمراض المزمنة، وأضاف أن أغلب شركات تصنيع المشروبات في الجزائر تعمد إلى كتابة مكوِّنات المنتوج بأحرف صغيرة غير مقروءة وتخفي نسبة السكر الحقيقية، وهذا ما اعتبره مصدرنا احتيالاً على المستهلك، وفي ختام حديثه دعا المتحدث المرضى إلى ضرورة الابتعاد كليا عن جميع أنواع المشروبات والعصائر، مؤكدا أن مشروبات "لايت" هي أكبر كذبة على المستهلك باحتوائها لسكريات كميائية مسبِّبة للسرطان، وكشف أن السمنة في الوسط المدرسي زحفت على ربع التلاميذ ما يمثل خطرا كبيرا بالنسبة لفلذات أكبادنا الذين باتوا مهددين بالإصابة بأمراض مزمنة في سن مبكرة.