* مدريد وروما تشهدان طفرة في واردات الغاز المسال من الجزائر عبر انبوب ”ترانسميد” البحري شهدت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال نحو إيطاليا وإسبانيا عبر الأنابيب البحرية ارتفاعا كبيرا خلال الربع الأول من السنة الجارية، حيث تجاوزت نظيرتها الروسية، في وقت حذرت تقارير اوروبية من ارتفاع واردات البلدين من الغاز المسال الأمريكي وهو ما يعتبر وفقهم دخول منافس جديد للغاز الجزائري. كشفت تحليلات ”بلاتس” للطاقة صادرة يوم الخميس المنصرم، عن ارتفاع تدفقات الغاز عبر الأنابيب التي تربط الجزائربإيطاليا بداية الربع الثاني من السنة الجارية، حيث عرفت نسبة نمو فاقت 50 بالمائة في إسبانيا، بينما تجاوزت 70 بالمائة في إيطاليا، واعتبر التقرير هذا النمو ب”الطفرة غير متوقعة” في خط أنابيب تصدير الغاز من الجزائر. وأضاف المصدر ذاته أن صادرات الغاز عبر خط أنابيب الذي يربط الجزائر بإسبانيا ارتفعت بأكثر من 50 بالمائة مقارنة مع متوسط مارس، لتصل إلى أعلى مستوى لها حيث بلغت 46 مليون متر مكعب يوم الثلاثاء الماضي. وتعزو التحليلات التي قدمها المركز الأوروبي هذه الزيادة المفاجئة في الصادرات بعد قرار الحكومة الإيطالية بتخفيض وارداتها من الغاز الجزائري بسبب الأزمة التي تمر بها، حيث طلبت الحكومة الإيطالية من نظيرتها الجزائرية تخفيض سعر الغاز، ورغم أن هذه الأخيرة استجابت للمطلب الإيطالي، حيث خفضت سعره شهر جوان الفارط ب85 سنتا خوفا من فقدان هذا السوق المهم، إلا أن السلطات الإيطالية لازالت تبحث عن موردين جدد، ولكن ارتفاع اسعار الغاز الروسي والنرويجي ما جعلها تلجأ إلى الجزائر. وأضاف التقرير الأوروبي أن واردات إيطاليا تراجعت بسبب أسعار غير مواتية للعقود طويلة الأجل، فهرستها أسعار النفط وسعي الجزائر عبر استراتيجية الدفاع من حصتها في السوق الدولية، مشيرا في الوقت ذاته أن التدفقات الإيطالية القادمة من الجزائر هي في معظمها على حساب روسيا، حيث تراجعت هذه الأخيرة بنسبة تصل إلى 37 في أبريل مقارنة مع متوسط مارس. واضاف التقرير أن الإمدادات من الجزائر عبر خط أنابيب البحري ”ترانسميد” الشهر الجاري بلغت في المتوسط 61 مليون متر مكعب مقارنة بمتوسط قدره 16 مليون متر مكعب في مارس الماضي وفق ذات البيانات، فيما بلغت 19 مليون متر مكعب في عام 2015 و18 مليون متر مكعب يوميا في 2014. وبلغ إجمالي الصادرات الروسية إلى إيطاليا عبر النمسا يوم الثلاثاء 56 مليون متر مكعب، مقابل ما معدله 90 مليون متر مكعب يوميا مارس وأدنى حجم تداول يومي منذ نهاية يناير من هذا العام. فيما ارتفعت إلى 68 مليون متر مكعب يوم الأربعاء أدناه لا يزال بكثير من المتوسط مارس. وقال تجار هذا الأسبوع أن شحنات الغاز الطبيعي المسال ستكون متاحة في أواخر شهر ماي وجوان والتسليم في حوض الأطلسي منشأها من إنتاج الجزائري. ومن جهة أخرى، حذر خبراء من المنافسة المحتملة التي سيتعرض لها الغاز الجزائري من الولاياتالمتحدة. ومن جهة أخرى، بعد ارتفاع صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا عبر خط أنابيب ”ترانسميد” سترتفع بدورها عائدات تونس منه، حيث يدر ملايين الدولارات في الخزينة التونسية سنويا بعد أن تأثرت سلبا بشكل كبير جراء انخفاض الواردات الإيطالية.