نشرت مجلة ”فورين بوليسي” الأمريكية، يوم السبت، تقريرا قالت فيه إنّ السباق على منصب الامين العام للأمم المتحدة القادم سيكون حدثا تاريخيا. لكن لم تتضح بعد ملامح الشخص الذي سيخلف الأمين العام الحالي بان كي مون الذي من المقرر أن تنتهي ولايته نهاية العام القادم، بعدما شغل منصب الأمانة العامة مدة عشر سنوات. وعادة ما تتداول المناطق على المنصب، ومن المقرر أن يكون الأمين العام القادم من أوروبا الشرقية. وتقول الصحيفة أنه لأول مرة في تاريخ هذه المنظمة منذ 70 عاماً، تاريخ الأممالمتحدة، تجري عملية اختيار الأمين العام القادم علانية وليس خلف الأبواب المغلقة، كما عهدنا في السابق، مشيرة إلى أنّ هناك اتجاها قوي داخل الهيئة الأممية لاختيار امرأة في المنصب وأن يكون الأمين العام من أوروبا الشرقية وكلا الحدثين سيكونان سابقة. كما عقدت جلسات استماع لمدة ثلاثة أيام للمرشحين للمنصب، فيما يشبه المقابلات لطالبي الوظائف. وجرت العادة على أن مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا بما في ذلك الدول الخمس دائمة العضوية التي تملك حق النقض (الفيتو) وهي الصين والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا، يدرس قائمة غير معلنة ويقدم مرشحا لتنتخبه الجمعية العامة. وتقول المجلّة، هناك بوادر لدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تملك حق النقض لممارسة ضغوطات، في عملية اختيار الامين العام القادم. مشيرة إلى أنه لو صنعت الأممالمتحدة التاريخ في اختيارها، فسيرجع ذلك إلى التي تجري وراء الكواليس، وليس بتفويض عام. يذكر أنّ المرشحين الثمانية لمنصب الأمين العام هم: إيرينا بوكوفا من بلغاريا، وأنطونيو غوتيرس من البرتغال، وسرجان كريم من جمهورية مقدونيا اليوغسلافية سابقاً، فيسنا بوسيتش من جمهورية كرواتيا، إيغور لوكسيتش من الجبل الأسود، ناتاليا غيرمان من جمهورية مولدافيا، هيلين كلارك من نيوزيلاندا، ودانيلو تورك من سلوفينيا. وختمت ”فورين بوليسي” تقريرها بالإشارة إلى تزايد حظوظ ناتاليا غيرمان من جمهورية مولدافيا، لكسب تأييد مجلس الأمن وشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة. وأوضحت أنّ غيرمان التي ولدت في الاتحاد السوفياتي سابقا، وتتحدث الروسية بطلاقة، وشغلت منصب نائب رئيس وزراء وقائمة بأعمال رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وقادت المفاوضات مع بروكسل حول اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، تفتقر إلى الحنكة الدولية رغم ثقل سيرتها الذاتية. ومع ذلك تعوّل على خبرتها الدبلوماسية للموازنة بين تضارب مصالح الدول الكبرى وتقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، ولفتت إلى أنها قد زارت لندن وموسكو وواشنطن لمقابلة المسؤولين وكسب ثقتهم، ومن المقرر أن تزور باريس وبكين خلال الأشهر المقبلة لذات الغرض.