حددت السلطات الولائية بعنابة نهاية السنة الجارية، موعدا لتسليم آخر شطر من الجسر العملاق لفرعه الرابط منطقة الجهة الشرقية بالجهة الغربية، من جوانو إلى سيدي إبراهيم، علما أن الأشغال مازالت تراوح في نسبة ال30 بالمائة. توالت عقبات الإنجاز التي مست مشروع الجسر العملاق منذ انطلاقه وتولي مؤسسة إنجاز إسبانية مهام بنائه، تارة نتيجة عدم صلاحية نوعية الحديد الذي تعرض لعمليات اختبار بمخابر مركب الحجار، على اعتبار أن العينة خرجت من ورشاته، وتارة أخرى نتيجة الاحتجاجات المتكررة للعمال الجزائريين الذين يشتغلون تحت إدارة شركة ”ليك” الاسبانية، والمطالبين بجملة من الحقوق المهنية والاجتماعية، ما كان وراء تأخر فادح في تسليم الشطر الأول الذي كان قد انطلق سنة 2007 وحددت مدة الإنجاز حينها ب20 شهرا فقط، ما يعني تسليم الأشغال سنة 2009، لتمتد الفترة إلى غاية 2014 بأكثر من 350 مليار سنتيم. وعلى وقع التماطل الذي طبع ومازال يطبع عشرات المشاريع التنموية في ولاية عنابة، كان مصير الجزء الثاني من مشروع الجسر العملاق الخاص بإنجاز فروعه لتسهيل الوصول لوسط المدينة عبر الطرق الوطنية باتجاه ولايات سكيكدة، الطارف، ڤالمة، وسوق أهراس، ما سيخفض حدة الازدحام خصوصا مع تجسيد فكرة خلق منفذ فرعي آخر يؤدي إلى الشواطئ من ميناء الولاية عند مدخلها، الأمر الذي سيحل جميع الأزمات المرورية التي تعرفها عنابة، خاصة مع موسم الاصطياف جراء الارتفاع الاستثنائي لزوارها خلال فترة لا تقل عن 4 أشهر كاملة، حيث تبقى ورشات الإنجاز خلال أكثر من يومين دون وجود أي حركة جراء التواجد المنعدم لأي عامل في عين المكان، ما يرهن آجال التسليم التي يستحيل أن تكون في الميعاد حسب الكثير من المهندسين العارفين بملابسات إنجاز مثل هذه المشاريع في الولاية، علما أن وزير النقل كان قد شدد بضرورة التقيد بتاريخ إنهاء جميع مراحل الأشغال لمباشرة تجسيد أفكار أخرى على غرار ربط مدينة عنابة بالطريق السيار (شرق - غرب) بتعديل المسار الذي يسمح للمرور عبر منطقة التوسع السياحي بسيدي سالم، انطلاقا من الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين قسنطينةوعنابة، بزيادة 8 كلم من أصل 30 كلم، علما أن المسار يشمل مطار رابح بيطاط الدولي، الميناء، ومنشآت حيوية أخرى باتجاه ولاية الطارف، سعيا لربط مشروع القرية السياحية التي ينتظر إنجازها في حي سيدي سالم التابع لبلدية البوني، بالطرق الوطنية من أجل تسهيل حركة السواح منها وإليها. وعلى وقع إلغاء أو إرجاء عديد مشاريع الأشغال العمومية، مثل نفق الجسر الأبيض، الذي اعتبر مشروعا قد يشل نهائيا حركة المرور في عنابة نتيجة موقعه المحوري المؤدي لمختلف مناطق المدينة من أسفلها إلى أعلاها، إلى جانب مشروع ترامواي عنابة الذي بقي حلما استحال تجسيده عدا إنشاء نقطة إنجاز عربات الترامواي لمؤسسة سيتال، يبقى الغياب الفادح لصرامة المتابعة والرقابة السبب المباشر في تسجيل عنابة لأكثر مواعيد التسليم تأخيرا في ما يخص جل مشاريعها التنموية التي مازال الكثير منها بصدد التواجد في خانة الانتظار، على غرار مجمع ”الكرابس” للرياضات المتعددة ببلدية سرايدي، وغيره من المشاريع التي انطلقت خلال سنتي2006 و2007.