احتضنت العاصمة النيجيرية أبوجا، يوم السبت قمة أمنية بحثت التعاون العسكري الإقليمي والدعم الدولي لإنهاء تمرد جماعة بوكو حرام الإرهابية. وستتركز المحادثات هذه المرة على ”نجاح العمليات العسكرية” الجارية و”تسوية الأزمة الإنسانية بسرعة”. وشارك في القمة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وحضرها رؤساء الدول المجاورة نيجيرياوبنينوالكاميرون وتشاد والنيجر ومسؤولون من بنين والغابون وغانا وغينيا الاستوائية والسنغال وتوغو. إلى جانب وفد الاتحاد الأوروبي. كما ستتناول القمة انعكاسات النزاع في المنطقة على الصعيد الإنساني والتي أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص منذ 2009 وأجبر أكثر من 2.5 مليون آخرين على النزوح من بيوتهم. وعشية اللقاء عبر وزير الخارجية النيجيري عن أمل بلاده في شراء طائرات أمريكية لقتال الجماعة، مؤكدا أنها حسنت سجل حقوق الإنسان بدرجة كافية لرفع الحظر المفروض على السلاح. وكان مسؤولون أمريكيون، صرّحوا في وقت سابق، أن واشنطن ترغب في بيع نيجيريا 12 طائرة هجومية خفيفة بعد الإصلاحات التي أجراها الرئيس محمد بخاري في الجيش النيجري. وينتظر موافقة الكونغرس الأمريكي لإتمام الصفقة. استهداف منشأة نفطية أمريكية في نيجيريا وأفاد مصدر أمني محلي، أن انفجارا استهدف، أول أمس، خط أنابيب للنفط تابع لشركة شيفرون بمنطقة دلتا النيجر المضطربة في نيجيريا. ويعد هذا الانفجار الثاني من نوعه يستهدف منشأة أمريكية في ضرف أسبوع، وسط مخاوف من تجدد الاعتداءات في المنطقة. ولم تصدر الشركة أي بيان بشأن الحادث، وكثف الجيش النيجيري وجوده في المنطقة، بعد سلسلة هجمات شنها متشددون على خطوط أنابيب للنفط ومنشآت أخرى للنفط والغاز قلصت إنتاج نيجيريا بنحو 300 ألف برميل يوميا وأغلقت مرفأ تصدير رئيسيا ومصفاتين. يذكر أن جماعة تطلق على نفسها اسم ”الثائرون لدلتا النيجر” المسؤولية عن هجوم على منصة تابعة لشيفرون في منطقة دلتا الأسبوع الماضي. وأمهلت شركات النفط أسبوعين لمغادرة المنطقة وقالت إنها تقاتل لتحرير الدلتا. وفي السياق، أبدى أعضاء عن مجلس الأمن الدولي ال15، يوم الجمعة، قلقهم من التواصل القائم بين جماعة ”بوكو حرام” وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مؤكدا دعمه للقمة. وقال المجلس في بيان صدر بالإجماع بعد عامين اختطاف الجماعة 276 تلميذة في شيبوك في شمال شرق نيجريا، تواصل ”بوكو حرام” تقويض السلام والاستقرار في إفريقيا الغربية وإفريقيا الوسطى”. ولفت البيان إلى أن بعض جرائم ”بوكو حرام”، ”يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد البشرية وجرائم حرب”، كما أعرب عن ”قلقه العميق الأزمة الإنسانية في منطقة بحيرة تشاد”. كما رحب المجلس أيضا باستعادة الكاميرونونيجيريا وتشاد ”السيطرة على مناطق عديدة” من أيدي الجماعة ولا سيما بعد تشكيلها قوة مشتركة متعددة الجنسيات. وتهدف القمة أبوجا إلى ”تقييم العمل الإقليمي في مواجهة التهديد الذي تمثله ”بوكو حرام” ولا سيما عبر اعتماد استراتيجية جماعية لإدارة تداعيات الأزمة على الحكم الرشيد والأمن والتنمية والوضع الاجتماعي-الاقتصادي والانساني”. وطالب جماعة ”بوكو حرام، بوقف العنف، وإطلاق سراح المخطوفين دون قيد أو شرط. يذكر أن جرائم ”بوكو حرام” خلّفت منذ 2009 أكثر من 20 ألف قتيل في نيجيريا.