تسببت الهزات التسييرية التي شهدها مستشفى "ابن رشد" الجامعي بعنابة في استقالة مديره السابق، عبد العزيز لونكار، الأمر الذي استدعى تنصيب الدكتور بن سعيد، مير عنابة السابق، محله من أجل مواجهة الظروف المهنية والاجتماعية العسيرة التي تعم كامل مصالح هذه المؤسسة الاستشفائية بالولاية. على وقع الإضرابات واحتجاجات عمال المستشفى المتكررة ضد ما أسموه فوضى التسيير وعدم أخذ الوصاية لمطالبهم المهنية والاجتماعية بعين الاعتبار، انسحب المدير السابق والمعروف بكونه طبيبا أكثر منه إداريا مسيرا، لم يتمكن من تجسيد مطالب عماله الذين أكدوا الوضعية المتدهورة لمصالح المستشفى التي لم تعد تجهيزاتها المادية أو البشرية قادرة على تحمل العدد الهائل للمرضى المتوافدين من 5 ولايات شرقية كاملة، الأمر الذي يفرض وبشكل عاجل لاتخاذ حلول ناجعة من ناحية رفع عدد العمال من أطباء، ممرضين، تقنيين وقابلات، ناهيك عن باقي عمال مجالات الكهرباء الترصيص الصحي والنظافة، كما أنه يتوجب على الوصاية حل إشكالية المنح والعلاوات العالقة لعدد كبير من الممرضين والتقنيين الذين أكدوا توقفهم عن العمل يوميا مدة ساعتين، احتجاجا على وضعيتهم المهنية والاجتماعية المزرية. الكم الهائل من المشاكل المهنية التي يعاني منها خصوصا الممرضون والقابلات في مستشفى ابن رشد الجامعي، انعكست بشكل سلبي على واقع الخدمة الصحية التي توصف بالمتردية في هذه المؤسسة الاستشفائية، التي وعلى الرغم من تخصيص أغلفة مالية مهولة لإعادة تهيئة مصالحها، على غرار الاستعجالات، غير أن الوضع بقي على حاله، حيث أن العمل المتواصل دون الاستفادة من عطلة سنوية والتكفل بالأعداد المتضاعفة للمرضى يجعل تحسين الخدمة الصحية أمرا مستحيلا يحتاج إلى معالجته جذريا، من خلال مضاعفة عدد العاملين لوضع حد للعجز العمالي الذي يشكل أول عقبة في تحسين صورة مستشفى ابن رشد الجامع الذي يعتبر أول قبلة لسكان عنابة وخارج ولاية عنابة. أمام تحديات تسييرية إدارية وتعقيدات مالية، يجد مدير المستشفى الجديد نفسه في قلب التحدي الصعب الذي فشل في رفعه أسلافه، جراء تراكم مختلف العقبات التي تمس كامل الهياكل ابتداء من وضعية المصالح إلى عدد الأطباء، إلى الأطباء المقيمين، إلى الممرضين وباقي العمال، إلى التسيير المالي والإداري وخصوصا إلى خلق مساحة حوار بناء بين الإدارة والعمال، مع ضرورة تأدية مديرية الصحة لدورها في ضبط نشاط المؤسسات الاستشفائية وحل مشاكلها، على الأقل الجوهرية منها، من أجل تحسين المنظومة الصحية التي تقودها حاليا في عنابة المصحات الخاصة بامتياز.