كشف مصدر عسكري ل”الفجر”، أن قوات الجيش الشعبي الوطني اشتبكت مع عناصر إرهابية فجر أمس الأول، بإحدى مناطق ولاية تبسة، بالقرب من الحدود مع تونس، وأن المطاردة لا تزال متواصلة حتى الآن، وتحفظ ذات المصدر عن ذكر اسم المنطقة ومكان العمليات بالتدقيق، حفاظا على سريتها وسلامة القوات العسكرية. وأوضح ذات المصدر أن مفرزة تابعة للجيش الشعبي الوطني دخلت في اشتباكات مسلحة مع مجموعة إرهابية حاولت التسلل نحو التراب الوطني من تونس، على متن أربعة سيارات رباعية الدفع، مشيرا إلى أنه تم إطلاق وابل من الرصاص على هذه السيارات، حيث تم إلحاق أضرار كبيرة بإحدى السيارات أدت إلى توقفها، فيما تمكنت العناصر الإرهابية التي كانت على متنها من الفرار نحو وجهة مجهولة، كما تمكنت قوات الجيش من تفجير سيارة أخرى، حيث وبحسب قوة الانفجار فإنه يحتمل أن تكون السيارة المدمرة تحوي على متفجرات، وقد تم العثور على أشلاء بشرية تعود إلى إرهابيين اثنين كانا على متن تلك السيارة، فيما تمكنت المركبتين الأخريين من الإفلات نحو تونس. ووفقا لنفس المصدر، فإن قيادة الجيش الوطني أبلغت على الفور قيادة الجيش التونسي بالحادثة وحذرتها من قيام الإرهابيين الذين كانوا على متن السيارتين بعمليات إرهابية في تونس أو على الحدود الجزائرية-التونسية، وقدّر مصدرنا عدد الإرهابيين الذين حاولوا التسلل من تونس نحو الجزائر بحوالي 12 إرهابيا، من المرجح أنهم أرادوا دخول التراب الجزائري فرارا من العمليات الأمنية التي شرع في تنفيذها الجيش التونسي خاصة بولايتي الكاف والقصرين ضد فلول الجماعات الإرهابية التي تتخذ من جبال السلوم وسمامة والشعانبي معاقلا لها. من جهة أخرى، كشف نفس المصدر أنه تم منع تسلل عدد من الإرهابيين من ليبيا نحو الجزائر، على مستوى ولاية إليزي الحدودية، أمس، خلال عملية عسكرية على الحدود الجزائرية-الليبية، أين تم إحباط أيضا، عملية تبادل سلع وأسلحة بمنطقة قريبة من ولاية إليزي، التي سجلت ارتفاعا في وتيرة الاختراقات من قبل مليشيات وعصابات تهريب ليبية في الآونة الأخيرة. وأوضح ذات المصدر، أن مفرزة خاصة تابعة للجيش الشعبي الوطني رصدت، فجر أمس، تحركات لسيارات ليبية وتونسية مشبوهة بإليزي، وقد أقدم الإرهابيون مع اقتراب مفرزة الجيش الشعبي الوطني، على إطلاق النار لمنعها من التقدم ولتأمين انسحابهم إلى التراب الليبي، ما نتج عنه إصابة ثلاثة عناصر إرهابية تمكن زملاءهم من إنقاذهم نقلهم، ولم يشر مصدرنا إلى عدد الإرهابيين الذين كانوا بصدد التسلل من ليبيا نحو التراب الوطني، ولا عن الحصيلة النهائية لعملية المطاردة التي قام بها الجيش الجزائري. وتنشر الجزائر 50 ألف جندي على حدودها الشرقية مع كل من ليبيا وتونس منذ مدة، لصد أية محاولات لتسلل الإرهابيين من ليبيا وكذلك عناصر الجماعات الإرهابية التي تنشط في جبال الشعانبي على الحدود مع تونس. الجيش ينجح في إنجاز خط أمني حصين على طول 340 كلم على الحدود مع تونس وفي سياق ذي صلة، أكد المصدر ل”الفجر” أن قوات الجيش الشعبي الوطني، شارفت على الانتهاء من عملية إنجاز خط أمني حصين يتكون من خنادق ونقاط للمراقبة على طول 340 كلم على الحدود مع تونس، مع العلم أن حدود الجزائر مع تونس تمتد على طول 965 كلم، وذلك بعد أن شرع في إنجازه منذ 2014. وتسعى الجزائر لتأمين حدودها من تسلل إرهابيين من تونس إلى أراضيها، حيث تحاول من خلال إنجاز هذا الخط الأمني لمنع أي تسلل لعناصر ”داعش” في ليبيا، عبر تونس إلى أراضيها، خاصة بعد الضربات الجوية الأمريكية على مدينة ”سرت”، التي شهدت فرار عدد من عناصر التنظيم من المدينة، عقب عملية ”البنيان المرصوص” التي أطلقها المجلس الرئاسي في طرابلس في ماي 2016، ووصلت إلى مرحلتها الأخيرة من تحريرها من قبضة التنظيم، الذي سيطر عليها في منتصف 2015. وتتعامل الجزائر مع التحذيرات الأمنية وتحرك عناصر تنظيم ”داعش” الفارّين من سرت بدرجة كبيرة من الحذر واليقظة، وقد وجهت قيادة الجيش تعليمات صارمة للرد بحزم على كل محاولة اختراق وتسلل للتراب الوطني. وحذرت الأممالمتحدة من قيام تنظيم ”داعش” ليبيا بتشكيل خلايا جديدة في مناطق أخرى في هذا البلد وشمال إفريقيا، وأوضح تقرير للأمم المتحدة أن الضغوط التي تمارس مؤخرًا على تنظيم ”داعش” في ليبيا قد تحمل عناصره بمن فيهم المقاتلين الأجانب، على نقل مواقعهم وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارًا جغرافيًا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة كالجزائروتونس ومصر وحتى السودان.