أعلنت وكالة الأنباء الأردنية ”بتراء” عن اغتيال الكاتب والناشط السياسي الأردني ناهض حتّر (56 عاماً)، صباح أمس، خلال تواجده أمام مدخل قصر العدل في العاصمة الأردنيةعمان. ولفتت مصادر أمنية إلى أنّ حتر اغتيل ب 7 رصاصات أطلقت عليه ثلاث منها تسببت بمقتله، وأنه جرى اعتقال الجاني، وأنّ دوافع الجريمة لم تعرف بعد. وقالت مديرية الأمن العام في بيان إنه تم ضبط السلاح الناري الذي كان بحوزة الجاني وبوشرت التحقيقات معه للوقوف على ملابسات الحادث. ومن جانبها أفادت جريدة ”الغد” الأردني إنها حصلت على معلومات تفيد بأن قاتل حتر عمره 49 عاما، وقد دخل الأردن يوم السبت وأنه كان يرتدي ”عباءة” ولحيته طويلة. واستنكر وزير الإعلام الاردني، محمّد المومني، ”الجريمة النكراء”، التي راح ضحيّتها حتّر. وأكّد المومني في تصريح لوكالة ”بترا” أنّ ”الثقة بالقضاء الأردني وبأجهزتنا الأمنيّة عالية في متابعة ومحاسبة من اقترف هذه الجريمة النكراء، مشدّداً على أنّ اليد التي امتدّت إلى الكاتب المرحوم حتّر ستلقى القصاص العادل”. وكان الادعاء العام في العاصمة الأردنية قد وجّه لحتر، في غضون أوت الماضي، تهمة إثارة النعرات المذهبية، بعد نشره على صفحته بموقع فيسبوك رسما اعتبر استهانة بالذات الإلهية. ومثل حتر أمام المدعي العام دون محام، بعد رفض محاميه الترافع عنه بسبب طبيعة القضية. وأفرج عن حتر في الثامن من سبتمبر الجاري بكفالة، بعد توقيفه لمدة شهر بتهمة ”المسّ بالذات الإلهية” على خلفية الرسم الكاريكاتوري المنشور. كما اتهم بتبني مواقف عنصرية إزاء الأردنيين من أصل فلسطيني، بعد أن عارض منحهم حقوق المواطنة الكاملة. وبشأن المنشور كتب ناهض على حسابه توضيحا قال فيه: ”شاركتُ منشورا يتضمن كاريكاتيرا بعنوان ”رب الدواعش” . وهو يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروّجه الإرهابيون الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي؛ وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، وإخونج داعشيون يحملون المخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون”. وكانت عشيرة الحتاترة في الأردن والمهجر، التي ينتمي إليها الكاتب ناهض، أعلنت رفضها الكامل لنشر أي رسم أو نص أو إشارة فيه إساءة للذات الإلهية. وقالت في بيان نقلته لوسائل إعلام أردنية إن ابنها ناهض أعرب عن أسفه لنقله الرسم المسيء، مستهجنة تهديد حياة الكاتب. ومعروف عن حتّر الذي ينحدر من الطائفة المسيحية أنه كاتب وصحافي يساري، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، ودفاعه عن النظام السوري، وإيمانه بفكرة ”المؤامرة الكونية” على سوريا، فضلا عن انتقاده لعدد من الدول العربية على غرار قطر والسعودية ووصفها بالأنظمة الحاضنة للإرهاب، إلى جانب انتقاده سلسلة قرارات رسمية أردنية حيال الملف السوري وأنه تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1998. ولحتّر إسهامات عدة في نقد الفكر السياسي الاجتماعي وأصدر 15 كتاباً في مجالات اهتمامه، أبرزها ”دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني” و”الخاسرون” و”ربيع زائف”. وهو موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ سبتمبر 2008.