استبعد وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، أول أمس، فشل الاتفاق الذي توصلت إليه "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) في اجتماع الجزائر الشهر الماضي، مؤكدا أن الدول الأعضاء بصدد تطبيق الاتفاق، في وقت ترفض العراق ثاني أكبر مصدر للنفط خفض انتاجها وتطالب باعفائها من الاتفاق. قال بوطرفة في تصريح للإذاعة أنه لا تراجع للوراء ولا مجال للتشكيك في اتفاق الجزائر، مشيرا إلى أن الدول الأعضاء في أوبك بصدد تطبيقه، مشيرا إلى أنه سيكون هناك اجتماع أولي لمنظمة "أوبك" يوم 28 نوفمبر في فيينا، وسيسبقه لقاء لجنة الخبراء التي أوكلت إليها دراسة المقترحات بخصوص توزيع حصص الإنتاج يومي 24 و25 من نفس الشهر. وذكر المتحدث أن "لجنة الخبراء ستقدم المقترحات، وسيتم دراسة السيناريوهات المحتملة لتقاسم الحصص، وبعدها سيكون هناك نقاش وتبادل للآراء ما بين الوزراء". وأوضح قائلا: "في ال30 من الشهر نفسه، وخلال اجتماع الوزراء، سنقوم بتحديد وتقسيم الحصص". ومن جهته، استبعد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس الأول أن ينهار اتفاق عالمي محتمل لتقييد إنتاج النفط، بسبب الموقف المعلن للعراق وهو عدم تقليص الإنتاج نظرا لحاجته للأموال. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر العراق، ثاني أكبر منتج للخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بعد السعودية، أنه لن يقلص إنتاجه نظرا لحاجته إلى المال في الوقت الحالي. ويقول مسؤولون عراقيون، إنه ينبغي أن تحصل بلادهم على إعفاء مماثل لإيران ونيجيريا وليبيا التي تضرر إنتاجها جراء الحرب والعقوبات. ويؤكد العراق أنه مستعد للتعاون في التوصل إلى اتفاق على خفض المعروض لدعم أسعار النفط، بشرط أن يحتفظ بإنتاجه قرب المستويات الحالية. ويزور باركيندو، الذي يحاول ترسيخ اتفاق لخفض المعروض من أجل دعم أسعار النفط، بغداد قبل اجتماع "أوبك" في 30 نوفمبر، وأشار مسؤولو العراق إلى أنهم قد يقبلون بخفض الإنتاج، لكن من مستوى أساسي أعلى، وهو ما يعني المحافظة على الإنتاج عند المستوى نفسه، وتنتج بغداد أكثر من تقديرات "أوبك". وكخطوة أخرى تثبت نجاح اجتماع الجزائر، أبلغ وزراء طاقة من دول الخليج، موسكو هذا الأسبوع أن السعودية وحلفاءها الخليجيين في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" يرغبون في خفض إنتاجهم بنسبة 4٪ من مستويات الذروة. وقالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، إن العرض قدم خلال اجتماع مغلق في الرياض حيث التقى الوزراء يوم الأحد الماضي. لكن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أبلغ مسؤولين أن موسكو لن تخفض إنتاجها وستكتفي بتثبيته عند المستويات الحالية. ومن المرجح طرح عرض نسبة التخفيض ال4٪ هذه خلال اجتماع "أوبك" على مستوى الخبراء مع مسؤولين من دول أخرى منتجة للخام مثل روسيا، يومي 28 و29 من الشهر الجاري في فيينا لتحديد تفاصيل اتفاق خفض الإنتاج الذي توصلت إليه "أوبك" الشهر الماضي في الجزائر العاصمة. وقررت "أوبك" خلال اجتماعها بالجزائر في 28 سبتمبر، خفض إنتاج دولها من النفط إلى مستويات ما بين 32.5 و33 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 33.4 مليون برميل فعلية.