يبدو أن أوراق اللعبة اختلطت على عاصمة النوميديين "سيرتا"، فبعد الجدل الذي قام بسبب اختيارها عاصمة للثقافة "العربية" نظرا لتاريخها الأمازيغي النوميدي، يتم اختيارها اليوم من قبل فايسبوكيين لتكون فضاء لتظاهرة غريبة عن مجتمعنا، والتي تتمثل في مسيرة "الزومبي" التي تعني عودة موتى من قبورهم إلى عالم الأحياء بهيئة مخيفة. أعلن ناشطون عبر فايسبوك عن تنظيم أول تظاهرة من نوعها بالجزائر، وتتمثل في مسيرة "الزومبي" حسب الأفلام السينمائية أو الأحياء الموتى الذين رجعوا من قبورهم إلى عالم الأحياء، حيث تم الترويج للحدث عبر صفحة لاقت تجاوبا للمشاركة في تظاهرة لا تعبر عن أي قضية أو مشكلة يعيشها الشعب الجزائري، رغم أن المجتمع غارق في أزمات لا تعد ولا تحصى. وسيكون يوم 5 نوفمبر الجاري الموعد الذي حدد لتجمع "الزومبيين" بمدينة قسنطينة، حيث يقومون بارتداء ألبسة متسخة وممزقة، ووضع ماكياج يوحي بتعابير مخيفة تحمل مدلولات على أن الشخص تعرض لحادثة شوهت وجهه. هذه التظاهرة تقام في عديد الدول الغربية ويعتمد المشاركون فيها على الماكياج السينمائي والمؤثرات البصرية لمحاكاة أشهر شخصيات الرعب في السينما العالمية، حيث أن العمل على ذلك يقوم به احترافيون في المجال.. فهل ستكون تظاهرة "الزومبي" بقسنطينة بنفس المقاييس العالمية أم مجرد تقليد أعمى؟. والغريب في الأمر أن تظاهرة الزومبي ستكون في مدينة تم اختيارها عاصمة للثقافة العربية، وبغض النظر عن الجدل الذي قام بسبب طبيعة الاختيار لهذه الأخيرة إلا أن البعض يعتبر أن الوضع خطير على مستقبل الأجيال القادمة الذي سيندمجون في عادات لا علاقة لها بهويتنا، وستأثر سلبا على الثوابت الوطنية التي نتمسك بها بشق الأنفس، نظرا لسهولة التأثر بكل ما هو دخيل من قبل شباننا. تشهد دول عبر العالم تظاهرة الزومبي، بمشاركة الآلاف من الناس، الذي يتنافسون على ابراز أكثر الملامح تشوها وإثارة للرعب. لكن تلك الدول بعيدة عن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف، أي أن تنظيم مثل تلك التظاهرات عندها لم يكن خبرا مثيرا تتناقله وسائل الاعلام العربية والعالمية، مثلما يحدث مع تظاهرة الزومبي التي ستنظم في مدينة قسنطينة، كونها تشهد الكثير من المعالم التاريخية الاسلامية ومهد شخصيات ثارت من أجل الهوية الوطنية.. فهل تعبر مدينة الصخر العتيق بهذا عن كونها متنفس الجميع مهما كان مشربه، أم أنها أصبحت مرتعا لثقافة النفايات؟