نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على صفحتها الأولى، يوم أمس، تقريرا مطولا من صنعاء يستخلص منه أنّ أحد أهداف غارات التحالف العربي هو ضرب الاقتصاد اليمني. وقالت الصحيفة إنّ العملية الجوية التي تقودها السعودية في اليمن، منذ 19 شهرا، لم تنجح في إلحاق الهزيمة بالحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح حتى الآن، وهي تركز على ضرب أهداف مدنية، كالمستشفيات، والمدارس، والمصانع والموانئ والجسور ومحطات الطاقة، دون أن تملك أدلة على استخدام تلك المنشآت من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية، ولفتت إلى اكتشاف بقايا قنابل أمريكية الصنع بين أنقاض المؤسسات المدنية التي دمرتها الغارات، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري، وقال إن الغارات، ساعدت على إيقاف تقدم الحوثيين، وتدمير 90 في المئة من الصواريخ والطائرات الحربية التي كانت بحوزتهم، كما أنها أجبرتهم على الدخول في مفاوضات السلام. ونفى عسيري أن يكون التحالف يسعى لإلحاق أي ضرر بالمدنيين، وأصر على أن كافة الأهداف التي يتم ضربها، مرتبطة بالأنشطة العسكرية للمتمردين. وحمل عسيري الحوثيين مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية ومنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لم يعلن بعد موقفه من مستقبل الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن، لكنه وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى المملكة، باعتبار أن ”السعودية لن تبقى بدوننا”. وكان عدد من اعضاء الكونغرس في واشنطن دعوا مؤخرا إلى وقف بيع الأسلحة للعربية السعودية على خلفية دورها في النزاع اليمني. وذكرت الصحيفة أن تلك الغارات أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، حيث تزايد أعداد المحتاجين إلى المساعدات الغذائية بصورة ماسة، فيما تعج المستشفيات بأطفال يعانون من سوء التغذية، في ظل أخبار عن تفشي مرض الكوليرا، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين، أن وباء الكوليرا ضرب نصف محافظات اليمن، وأنه تفشى في 11 محافظة يمنية، أي ما يعادل نصف المحافظات في البلاد معظم الحالات في تعز وعدن. وذلك بعدما كان المرض محصورا خلال الأيام الماضية في 6 محافظات فحسب. وأكدت المنظمة أنه في حال لم يستجب سريعا للوباء، فمن المحتمل أن ترتفع حالات الكوليرا مع ظهور أكثر من 76 ألف حالة إضافية في 15 محافظة، بما فيها أكثر من 15 ألف و200 حالة بحاجة إلى تلقي العلاج.