رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوقوف إدارة أوباما خلف قرار إدانة الاستيطان الصادرعن مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضية، والدفع باتجاه تبنّيه. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، في موجز صحفي مساء أمس الثلاثاء ”نرفض فكرة أن الولاياتالمتحدة كانت القوة المحركة وراء هذا القرار؛ فهذا ليس صحيحاً”. وأكد تونر على أن ”الولاياتالمتحدة لم تكن قادرة على استخدام حق النقض بضمير صاحٍ، لأنه أدان العنف والتحريض، وأكد على أمر لطالما اتفق عليه المجتمع الدولي بشكل ساحق في الأممالمتحدة، فيما يتعلق بالمستوطنات، وهو يدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات بناءة إلى تعزيز حل الدولتين على الأرض”. وقال تونر إن الوزير جون كيري سيلقي خطابا، مساء الأربعاء، في مقر الوزارة أمام العديد من الضيوف، بينهم الدبلوماسيين المعتمدين في واشنطن، يستعرض فيه رؤية البيت الأبيض الشاملة، لكيفية إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والسبل الكفيلة بتسوية النزاع على أساس حل الدولتين. وأضاف تونر ”نحن لم نتخل عن عملية السلام وأعتقد أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب ألا يتخلوا عنها أيضا”، موضحا أن كيري يرى أن ”من واجبه في الأسابيع والأيام الأخيرة بصفته وزيرا للخارجية أن يقدم ما يعتقد أنه الطريق نحو حل الدولتين”. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير كيري سيتطرق إلى قرار مجلس الأمن الدولي مؤخرا ضد الاستيطان الإسرائيلي، حيث يُتوقع أن يرفض الاتهامات الإسرائيلية بوقوف إدارة أوباما وراء هذا القرار. وفي السياق كشفت مجلة تابليت اليهودية - الأمريكية أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصل هاتفيا في التاسع عشر من الشهر الجاري بالرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو وأقنعه بالتصويت إلى جانب القرار المذكور بدلا عن الامتناع عن التصويت. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، أمس الأربعاء، أنها ستصادق (أمس الأربعاء) على بناء 490 وحدة استيطانية جديدة شمال مدينة القدس إضافة إلى بناء آلاف الوحدات السكنية خلال الأسابيع المقبلة. وقالت لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية التابعة لبلدية القدس في تصريح صحفي أنها ستصادق خلال الأسابيع القليلة المقبلة على بناء آلاف الوحدات السكنية في أحياء تقع خارج الخط الأخضر، معتبرة أن القرار الدولي ضد الاستيطان لن يؤدي إلى وقف عمليات البناء في مدينة القدس. وفي وقت لاحق امتنعت لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية التابعة لبلدية القدس خلال جلستها أمس عن المصادقة على بناء المئات من الوحدات السكنية الجديدة في الحيين يقعان خارج الخط الأخضر شمال القدس. ونقلت إذاعة الاحتلال أن عدم المصادقة على خطط البناء في هذين الحيين جاء استجابة لطلب من ديوان رئاسة الوزراء. وأكد الناطق بلسان البلدية أن اللجنة لم ولن تجمّد البناء في القدس، ولكن في بعض الأحيان يتم تأجيل المصادقة على خطط البناء لأسباب غير جوهرية. يشار إلى أنّ مجلس الأمن الدولي، تبنى، مساء الجمعة، بأغلبية ساحقة، القرار 2334 ضد الاستيطان. وينص القرار على أن إقامة الاحتلال إسرائيلي للمستوطنات ”ليس له سند قانوني ويمثل انتهاكًا صارخًا بموجب القانون الدولي، وعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وإرساء سلام عادل ودائم وشامل”. ويؤكد على أن وقف كل الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بات ”ضروريا لإنقاذ حل الدولتين”، ويطالب تل أبيب بوقف أعمال البناء في المستوطنات نهائيا. واعتبر مراقبون الموقف الأمريكي ”طلقة الوداع” من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تدهورت علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي. وجاء التصويت بمبادرة من اربع دول هي نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا، وتناول مشروع قرار كانت اقترحته مصر الخميس قبل أن تتراجع بضغط من الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.